اختتم الفريق الوطني لكرة اليد رجال تربصه التحضيري الذي جرى ببولنيا من 17 إلى 30 ديسمبر بخوض 4 لقاءات دولية ودية، ساعدت الطاقم الفني بقيادة المدرب آلان بورت للوقوف على مدى نجاح العمل الذين شرعوا فيه قبل عدة أشهر، من أجل تصحيح الأخطاء قبل الدخول في جو المنافسة المتعلقة ببطولة العالم التي ستكون بمصر من 13 إلى 31 جانفي لبلوغ الأهداف المسطرة والمتمثلة في التأهل للدور الثاني في أكبر محفل خاص بالكرة الصغيرة.
يعتبر معسكر بولونيا الأول بالنسبة للعناصر الوطنية خارج الجزائر بسبب الظروف الصحية السائدة في كل دول العالم، والتي أدت إلى غلق المجالين الجوي والبري، ما جعل المديرية الفنية لإتحادية كرة اليد بقيادة كريم بشكور تسارع الزمن وتتحدى العراقيل من خلال برمجة مجموعة من التربصات داخل الوطن من أجل ضمان استرجاع اللياقة البدنية للاعبين بعد التوقف الطويل عن اللعب، أي منذ مارس الفارط بسبب عدم توفر فرصة لخوض لقاءات دوية لأن الأندية لم تباشر التدريبات لحد الآن، إضافة إلى العمل التكتيكي بما أن الرجل الأول على رأس الفريق اعتمد على نفس التعداد الذي شارك ضمن البطولة الأفريقية الأخيرة بتونس من أجل الحفاظ على الانسجام واللعب الجماعي خاصة في مثل هذه الأوقات الصعبة لأنه لا يملك خيارات أخرى.
بالتالي فإن التربص الذي قام به أشبال ألان بورت في بولونيا كان فرصة مهمة جدا من أجل الوقوف على مدى نجاح العمل الذي قامت به المجموعة منذ أشهر بعدما تمكن الفريق من لعب أربعة لقاءات ودية في المستوى العالي، ضد كل من بولونيا صاحبة الأرض يومي 21 و22 ديسمبر فاز في الأول وانهزم في الثاني، وبعدها شارك في الدورة الودية من 26 إلى 28 من الجاري التقى ضمنها مع روسيا التي تفوقت عليه بنتيجة 30 مقابل 24 ليُختتم المعسكر بتعثر ثالث ضد نظيره البولوني، إضافة إلى حصص الإسترجاع التي قاموا بها خلال التدريبات المكثفة وسط أجواء أخوية وحماسية بعدما إكتملت التشكيلة بالتحاق العناصر التي تنشط في أوروبا، ما جعل الرؤية تتضح أمام الناخب الوطني ومساعده الطاهر لعبان.
مستوى جيد لأشبال بورت
للإشارة، فإن النتيجة غير مهمة بالنسبة للمنتخب الوطني بما أن اللقاءات دوية بعد طول غياب عن أجواء المنافسة، ما يعني أنها كانت فرصة للعودة لأجواء اللعب مجددا لاستعادة اللياقة، وفي نفس الوقت من أجل ضمان الإنسجام بين التعداد، والوقوف على مدى جاهزية اللاعبين بدنيا وتكتيكيا قبل انطلاق المونديال، وبما أن المنافسين الذين واجهتهم الكتيبة الجزائرية سيشاركون في موعد مصر أكيد أنها ستؤثر بشكل إيجابي على معنويات زملاء شهبور، لأنهم كانوا قريبين جدا من المستوى العالي بعدما تمكنوا من الفوز في لقاء والهزيمة لم تكن بفارق كبير بالنظر للندية التي ظهروا بها فوق البساط، ما بعث على الارتياح قبل آخر معسكر المقرر بالبحرين لأنه فرصة لوضع النقاط على الحروف وتحديد التشكيلة النهائية التي ستتنقل لمصر مثلما أكده لجريدة «الشعب» المدير الفني كريم بشكور، في قوله «سابقنا الزمن من أجل تحضير الفريق لبطولة العالم بالنظر للظروف الاستثنائية التي عاشها العالم كله جراء الجائحة الصحية التي أوقفت كل شيء، ما جعلنا نعمل وفق بروتوكول صحي صارم لتفادي إصابة التعداد بفيروس كوفيد 19 الخطير».
تربص البحرين لوضع النقاط على الحروف
واصل المدير الفني قائلا «بالرغم من صعوبة المأمورية إلاّ أننا حددنا برمجة تتماشى مع الظروف من خلال التركيز على العمل في الجانب البدني في بداية الأمر بعدما توقف اللاعبين عن المنافسة لفترة طويلة جعلتهم يتأثرون كثيرا، لكن الحمد لله تمكنا من التدارك من خلال الجدية والصرامة والخبرة المجودة لدى الطاقم الفني بمساعدة احترافية اللاعبين، الذين رفعوا التحدي والحمد لله تمكنا من الظفر بفرصة التنقل إلى بولونيا هذا المعسكر للعب بعض اللقاءات الودية لأنها جد مهمة لتقييم الأمور الفنية والبدنية على حد سواء، في حين سندخل في معسكر أخير بداية من 2 جانفي بالفندق الأولمبي بدالي براهيم بنفس التعداد، الذي شارك في بولونيا بتواجد العناصر التي تنشط في الخارج لتختتم العمل بالتنقل للبحرين في 6 من الشهر الداخل، حيث سنلعب خلاله لقاءين وديين يومي 8 و10 وندخل لمصر في 11 جانفي لأن أول لقاء رسمي سيكون ضد المغرب يوم 14 جانفي، والذي نعول عليه لأنه جد مهم ومفتاح تحقيق الهدف المباشر المتمثل في التأهل للدور الثاني من المنافسة العالمية».
للإشارة، فإن الفريق الوطني تنتظره مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة خلال أكبر محفل رياضي يتعلق بالكرة الصغيرة بالنظر للظروف الصعبة التي حضّر خلالها للموعد لأن أغلب التعداد يتكون من لاعبين ينشطون ضمن الدوري الجزائري، وهذا الأخير لم ينطلق لحد الآن بسبب غلق المنشآت الرياضية لتفادي إنتشار فيروس كورونا، ما جعلهم يكتفون بالعمل الفردي عندما يُختتم تربص المنتخب، ما خلق نوعا من الضغط وسط التشكيلة لأنهم كانوا متخوفين من الإصابات جراء النقص البدني بما أن باقي المنافسين عادوا للعمل بشكل عادي منذ فترة طويلة، لكن اللقاءات التي لعبها الفريق ببولونيا كشفت على عدة أمور إيجابية، فالعناصر التي اعتمد عليها الطاقم الفني لسيت بعيدة عن المستوى العالي، وبإمكانها تقديم وجه مشرف خلال المنافسة الرسمية، خاصة أنهم سيلعبون لقاءين وديين ضد البحرين قبل مواجهة الداربي مع المغرب في أول جولة للمجموعة السادسة التي تضم كل من إيسلندا والبرتغال.