يطالب سكان ولاية عنابة من وزارة النقل التدخل العاجل لإصلاح المصعد الهوائي الذي يربط وسط المدينة ببلدية سرايدي، على اعتبار أنه متوقف منذ فترة طويلة دون أن تكلف السلطات المحلية نفسها عناء الوقوف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تعطله، حيث أنه ما إن يتم إصلاح «التليفريك» إلا ويعود إلى أعطابه التقنية أيام فقط بعد تشغيله وفتح خطوطه أمام الساكنة.
يشدّد سكان بونة وخاصة منهم القاطنين ببلدية سرايدي على ضرورة إصلاح المصعد الهوائي، والذي يعتبر بالنسبة لهم واحدا من أهم وسائل النقل بهذه الولاية، كونه يغنيهم عن مشقة الانتقال إلى وسط المدينة، في ظل نقص الحافلات وسيارات الأجرة، التي يرفض أصحابها في كثير من الأحيان انتهاج هذا المسلك الغابي والجبلي، لاسيما خلال الاضطرابات الجوية التي تشهدها المنطقة في فصل الشتاء، وتساقط الثلوج التي تؤدي إلى غلق الطرقات، وعزل المنطقة بسبب انجراف التربة، والتي قد تشكل خطرا على سائقي السيارات.
أكّد السكان على أن «التليفريك» يساعدهم على التنقل وقضاء حوائجهم بدون أي عوائق، خصوصا وأنه يتميز بسرعته وقلة تكلفته مقارنة بوسائل النقل الأخرى، على غرار بعض سائقي سيارات الأجرة الذين يستغلون الفرصة للزيادة في تسعيرة النقل، وما على الزبون سوى الموافقة خصوصا وأنه لا خيار آخر أمامه.
ويتساءل السكان عن سبب عدم قدرة السلطات المحلية عن حل هذا الإشكال الذي يتخبط فيه المصعد الهوائي، الذي استنزف أموالا طائلة لصيانته، وبقائه متوقفا لسنوات عدة، بالرغم من أن والي الولاية جمال الدين بريمي، كان قد أكد خلال زيارة قادته إلى سرايدي شهر جوان الماضي، عن استعداده على تخصيص ما قيمته 30 مليون دج لتجديد وتهيئة المصعد الهوائي، وتلبية حاجيات أبناء المنطقة في مجال النقل، وجعل هذه الوسيلة العمومية في متناولهم وفي الوضع الذي يليق بها.
يذكر أنّ المصعد الهوائي بحسب القائمين عليه، متوقف بسبب أعطاب تقنية تصيب كوابل الكهرباء والمحركات الرئيسية، ويأمل السكان في إعادة بعثه من جديد، لاسيما وأنه يساهم في نقل أكثر من ألفي مواطن، وهي وسيلة ذات طابع سياحي متكونة من 62 عربة لنقل المسافرين، على مسافة 4 كيلومتر، لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة عبر الخط الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية سرايدي.