يرى الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد ابوراس الشريف أن رئيسة البعثة الأممية بالإنابة، استيفاني وليامز، ساهمت بشكل كبير في إنجاح لقاء 5+5، وهي خطوة تقبلها الشارع بكل تفاؤل وترحاب بعد الأزمة التي عصفت بين معسكري الكرامة والوفاق، مشيرا إلى أن المبعوثة الأممية في ليبيا وباعتبارها أمريكية الجنسية قادرة على الضغط بشكل جيد على كثير من الدول المتداخلة في الشأن الليبي لحثها على المساهمة في وقف إطلاق النار، ممّا يؤكّد وجود مساعي للبحث عن الاستقرار ولو نسبياً لدى الإدارة الأمريكية مع مراعاة بالتأكيد مصلحتها في الملف الليبي.
أكّد أبوراس الشريف أنّ رئيسة البعثة الأممية بالإنابة في ليبيا، استيفاني وليامز لازالت تحافظ على التوازن في الصراع الليبي، من خلال الأدوات التي تستخدمها على غرار التلويح بالعقوبات للمعرقلين وإسقاط التهم للمنظمين الى مبادراتها، وقد أعلنت ذلك في أكثر من مناسبة، فمثلا عقيلة صالح تمّ تنحية اسمه من قائمة فرضها الاتحاد الأوربي عليها، وهناك أسماء أخرى تم حصرها كمعرقلين سيتم إصدار عقوبات ضدهم، وهو ما يذل على أن ويليامز فهمت الملف الليبي جيداً هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك أمل لتحقيق تسوية سياسية، بالرغم من تحرشات بعض الدول بين الحين والآخر، والتي هدفها الحصول على مكاسب سياسية إضافية في ليبيا.
وطالب رئيس مركز دلباك للبحوث والدراسات المعاصرة بضرورة النظر بواقعية لحقيقة تحكم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالمشهد الليبي، وما يعني ذلك بالتبعية ضرورة حصول المبعوث الأممي الجديد على رضا ودعم هذه الدول لينجح في مهمته. وقال أبوراس الشريف في اتصال مع «الشعب»، إن وليامز أمريكية الجنسية، وبالتالي فإن بقاءها قد يكون مفيدا، لكونها تحظى بدعم واشنطن، والأخيرة دفعت بقوة في الفترة الأخيرة لحلحلة الأزمة الليبية، وقد شاهدنا عديد الجولات لمسؤولين أمريكيين الى بعض تلك العواصم لحثها على المساهمة في وقف إطلاق النار، ممّا يؤكّد وجود مساعٍ للبحث عن الاستقرار ولو نسبياً لدى الإدارة الأمريكية مع مراعاة بالتأكيد مصلحتها في الملف الليبي.
وقال الشريف «لا نستطيع القول إن جهود وليامز والإدارة الأميركية وحلفائها، أو حتى دول المتوسط، ستحقق حلا مثاليا للأزمة الليبية، غير أن بقاء المبعوثة الأممية بالإنابة لفترة مؤقتة قد يكون مفيدا للأزمة في ليبيا، طالما أنها تسعى لتحقيق قدر من الاستقرار النسبي، الذي يعتبر في حد ذاته أمرا جيدا بالنظر للوضعية الليبية».
يأتي هذا في وقت تعالت فيه أصوات ليبية عدة بعد اعتذار البلغاري نيكولاي ميلادينوف عن تولي مهام المبعوث الأممي الى ليبيا، تنادي باستمرار الأمريكية ستيفاني وليامز رئيسة البعثة بالإنابة وبقائها ومنهم سياسيون ونشطاء، فيما طالب آخرون بمغادرتها.