في زيارة غير معلن عنها بشكل مسبق، توجّه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى ليبيا، أمس السبت، بصحبة ضباط عسكريّين كبار لتفقد وحدات تركية منتشرة في البلاد لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا.
تأتي الزيارة بعدما دعا المشير خليفة حفتر مقاتليه إلى إخراج القوات التركية من ليبيا. وتجدر الإشارة إلى أن البرلمان التركي أقرّ الأسبوع الماضي مقترحا يمدّد بقاء الجنود الأتراك في ليبيا لمدة 18 شهرا، وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه المحادثات لإنهاء الحرب المستمرّة منذ مدّة طويلة في البلد الغني بالنفط والذي تتكالب عليه العديد من الدول.
والتقى وزير الدفاع التركي ووفد الضباط العسكريين، المرافق له، خلال هذه الزيارة، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية، خالد المشير، ووزير دفاع حكومة الوفاق الوطني الليبية، صلاح الدين النمروش، ووزير الداخلية فتحي باشاغا.
ودعا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، الخميس، كافة القوى السياسية في البلاد إلى طي صفحة الخلافات، قائلا إن ليبيا «تواجه تحديات ومخاطر متعددة، تدعونا للم الشمل والتكاتف وتوحيد الصفوف».
وكانت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) برعاية أممية وقّعت في 23 من أكتوبر الماضي بجنيف، على اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا.
وأعقبها انطلاق ملتقى الحوار السياسي بمشاركة 75 شخصية ليبية بتونس في 9 من نوفمبر الماضي، وأسفر في جولته الأولى عن توافق الأطراف الليبية على إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر من العام 2021، الذي يصادف حلول الذكرى الـ 70 لنيل ليبيا استقلالها.
وتجدر الإشارة إلى أن الدعم التركي لحكومة الوفاق الوطني ساهم في صد هجوم على طرابلس لقوات حفتر المدعومة من عدّة بلدان أفريل 2019.
ورغم توقيع طرفي الصراع على اتفاق لوقف إطلاق النار يضع حدا رسميا للقتال، ويمهّد الطريق لإجراء انتخابات في نهاية العام المقبل، فإنّ حفتر أشار إلى أنه لن يكون هناك سلام في ظل الوجود التركي.