أحيت المحافظة السامية للغة الأمازيغية، أمس، الذكرى 19 لتأسيسها في حفل مميز تم إطلاق خلاله، أول طابع بريدي تخليدا لهذه الذكرى، يشرع في بيعه، اليوم، عبر كامل التراب الوطني، أصدرته مؤسسة بريد الجزائر حمل أبجدية «تيفيناغ» أو الخط الأمازيغي الأصيل. وقد تم إهداء النموذج المكبر للطابع إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، عرفانا بجهوده المبذولة في إطار ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية.
احتضن فندق السفير بالجزائر، أمس، فعاليات حفل اليوم الأول لإصدار الطابع البريدي المخلد للذكرى 19 لتأسيس المحافظة السامية للأمازيغية، بحضور الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية الهاشمي عصاد، المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر محند العيد محلول، إلى جانب ممثلي هيئات ومؤسسات رسمية، وشخصيات وطنية، وممثلي وسائل الإعلام تتقدمهم الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» أمينة دباش، التي كان لها شرف المشاركة في التوقيع على مجموعة الإصدار الطوابعي رفقة ممثلي رئاسة الجمهورية، الوزارة الأولى، وزارة الثقافة، وزارة البريد وتكنولوجية الإعلام والاتصال والديوان الوطني للمؤلف. ويعكس هذا جهود الجريدة في ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية من خلال تخصيص صفحة خاصة أسبوعيا لنشر مواضيع وأخبار عن كل مناطق الوطن، بهذه اللغة الوطنية.
وبعد أن أميط اللثام عن الطابع البريدي، الذي اجتهدت أنامل الفنانة التشكيلية جازية شريح في رسم معالمه المستوحاة من أبجدية «التيفيناغ»، حيث حمل الطابع البريدي حرف «الزين» باللغة الأمازيغية أضفت عليه لون التربة للتعبير عن القوة وتجذر الأمازيغية في أعماق الوطن، مثلما صرحت لـ»الشعب»، تم التوقيع بالأحرف الأولى على الطوابع النموذجية من قبل المدير العام للمحافظة السامية للأمازيغية، والمدير العام لمؤسسة بريد الجزائر، وقد أهديت نسخة منها إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول عبد المالك سلال، ووزيرة الثقافة نادية لعبيدي، كما تم إهداءهم مجموعة من الطوابع أصدرتها مؤسسة بريد الجزائر في مختلف المناسبات الوطنية، أهديت «الشعب» نسخة منها عرفانا بجهودها المبذولة في خدمة اللغة والثقافة الأمازيغية.
وفي كلمة له بالمناسبة، اعتبر المدير العام للمحافظة السامية للأمازيغية هاشمي عصاد، هذه المبادرة «عاملا محفزا» للمحافظة لبذل المزيد من المجهودات ومواصلة العمل وفق هذه الوتيرة لتنفيذ المشاريع الهادفة لخدمة اللغة والثقافة الأمازيغية، مثلما تم الاتفاق عليه في أشغال ملتقى بومرداس، مؤكدا أن «الطموح لا يقتصر على تكثيف نشاطاتنا بكل الولايات وإنما التعرف على المواضيع والأطروحات العلمية»، معلنا في هذا السياق أن محطة تاغيت، بولاية بشار، ستكون خاتمة للبرنامج المسطر هذه السنة، بتنظيم إقامة للكتابة والترجمة، على أن تبرمج الدورة 14 للفيلم الأمازيغي ابتداء من 9 إلى 13 جانفي 2015 بتيمون ولاية أدرار، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وهذا حتى يستعيد المهرجان خاصيته في التنقل من ولاية إلى ولاية أخرى.
من جهته المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر، محند العيد محلول، أكد أن بريد الجزائر دائما حاضر في مثل هذه المناسبات لترسيخ الأحداث الوطنية، وحتى يكون همزة وصل بين كل الأجيال، مضيفا أنه «يوم مهم بالنسبة لبريد الجزائر ولا يمكنه تفويته، لأنه يريد تمرير قيم وأسس المجتمع الجزائري، فضلا عن أنه يثمن التراث الثقافي».
جدير بالذكر، أنه تم تنظيم بالمناسبة معرض لمؤسسة بريد الجزائر ببهو فندق السفير، تضمن مراحل من تاريخ الجزائر المعاصر، منها النضالات التي خاضها ضد الاستعمار الفرنسي ما قبل وبعد 1954 تاريخ اندلاع ثورة التحرير الوطنية.