هي لا تزال في مرحلة الدراسة بطور الماستر في تخصص البيوتكنولوجيا، ولم تدرك عامها الرابع والعشرين بعد إلا أنّها خطت خطوات عملاقة في مجال الكتابة والأدب، وأقدمت مؤخرا على عرض روايتها الأولى للقراء بدار الثقافة الدكتور احمد عروة بالقليعة أمام جمع غفير من النقاد وأهل الاختصاص ممّن شهدوا لها بالتميّز والتألق.
تلك هي الشابة رندة باية حميطوش مؤلفة رواية «أنا لون السلام»، التي تكفّلت بطبعها دار الكافي للنشر والتوزيع مؤخرا ضمن بادرة تهدف بالدرجة الأولى إلى دعم الأدب لدى فئة الشباب، لاسيما حينما يتعلق الأمر بألوان أدبية مميزة تلتزم بتقديم قراءة متأنية وعميقة لما حصل بالجزائر منذ ثلاث عقود من الزمن، بحيث دعت رندة باية حميطوش من خلال روايتها الى تجنب الوقوع بين أنياب وحش التطرف الذي بلغ الجسم ويزيل آثار المبادئ والقيم، ويقذف المتعلق به الى عالم المجهول.
تقول رندة باية حميطوش في روايتها بأنّ فتاة في عمر الزهور أدركت لتوها عامها الثامن عشر ممثلة في شخصية «جوريد»، حاولت مرارا وتكرارا التدخل لدى فريقين متصارعين ببلدتها المتواضعة احدهما بلغ درجة اللارجوع في الانتصار للدين بعيدا عن عالم الوسطية والاعتدال، في حين سقط الطرف الآخر في النقيض والتزم الغلو والتطرف في العلمانية المتوحشة، بحيث نصحها صديق والدها بالعمل كشرطية للتمكن من التأثير على الطرفين النقيضين، إلا أنّها تعرّضت لوابل من المضايقات والتهديدات بعد أن اكتشفت بالأدلة الدامغة بأنّ جلّ المتطرفين من الطرفين يسعون لتحقيق مآرب ومصالح شخصية ضيقة ترتبط في غالب الحالات بأشخاص آخرين يستغلون شبابا مغررا بهم عن طريق وضعهم بالواجهة لتأجيج صراع وهمي يعرّض أمن البلدة للخطر ويجني من ورائه المتآمرون أرباحا طائلة.
ومن هذا المنطلق، فقد حذّرت الروائية الشباب من أن يغرّر بهم فيساقون الى وحش التطرف، داعية إياهم الى التزام الوسطية والاعتدال تماشيا ومقتضيات مقومات الشخصية الجزائرية الأصيلة.