طباعة هذه الصفحة

صحيفة «غارديان» البريطانية

إعلان ترامب.. احتيال تحت عنوان السلام

وصفت جريدة «غارديان» البريطانية الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب بأنها عملية احتيال تحت عنوان: «السلام في عصرنا» دفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن التزاماتها منذ عقود بإجراء استفتاء على الاستقلال تحت إشراف الأمم المتحدة في الصحراء الغربية مقابل إعتراف رسمي بإسرائيل من قبل المغرب والاعتراف لهذه الأخيرة بالسيادة على الأجزاء الكبيرة التي تحتلها من الصحراء الغربية.
تشير «غارديان «، أن إعلان ترامب هذا والمقايضة بالصحراء الغربية، قد وضع الولايات المتحدة في تعارض مع قرارات الأمم المتحدة لعدم إستشارة الصحراويين وكذا مع الإتحادين الإفريقي والأوروبي ومع بلدان الجوار موريتانيا والجزائر.
وقالت الجريدة، إن رد الفعل الفوري والمتوقع لجبهة البوليساريو، حركة إستقلال الصحراء الغربية التي أعلنت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المدعومة من الاتحاد الأفريقي، منذ العام 1976، كان التأكيد على مواصلة الأعمال العسكرية ضد الإحتلال المغربي، التي إستأنفت في 13 نوفمبر الفارط، بعد 29 عاما من عمر إتفاق وقف إطلاق النار، بعد خرق المغرب لهذا الإتفاق في الگرگرات وفقدان الصحراويين الثقة والأمل في وعود المجتمع الدولي وتعرضهم للخيانة.

فرنسا المتواطئة أحبطت دائما جهود الحل

وترى غارديان أنه لم يكن ترامب بحاجة إلى تقديم هذه الإغراءات للمغرب، الذي لم يفعل الكثير ليستحقها، لاسيما وهو المدعوم من قبل فرنسا، التي أحبطت باستمرار محاولات الأمم المتحدة لتنظيم إستفتاء ذي مصداقية في الصحراء الغربية، في مقابل تشجيع المستوطنين المغاربة على الانتقال إلى الصحراء الغربية، بهدف تغيير صورتها الديموغرافية والعرقية للإقليم في حين لا يزال عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين في مخيمات للاجئين لما يزيد عن 45 عامًا منذ الاجتياح العسكري المغربي عقب انسحاب الحكم الاستعماري الإسباني.

المنطقة باتت على فوهة بركان

من جانب آخر، تقول «غارديان» أن إسرائيل لم تكن بحاجة ماسة إلى التأييد الدبلوماسي المغربي، بعد أن احتفظت منذ فترة طويلة بقنوات خلفية مع الرباط، بل فقط أجبر ترامب على هذا التركيب الرديء لأغراض تمجيد الذات على أمل التعويض عن أربع سنوات من إخفاقات السياسة الخارجية وتعزيز تحالفه القومي العربي المناهض لإيران، مشيرة إلى أنه ليس كل من في واشنطن ينظر إلى الاتجاه الآخر. حيث وفي نقد لاذع، قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، بأن رئيسه القديم ألقى بالشعب الصحراوي «تحت الحافلة»، بهذا القرار المتهوّر الذي يهدّد بإشعال صراع مجمّد في منطقة قابلة للاشتعال على حافة الساحل معرضة لنفوذ الإرهابيين.
وحث بولتون الرئيس المنتخب جو بايدن على عكس مساره والتراجع بسرعة عن إعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، مشيرا بأن مثل هذا التصحيح لن يكون مهمًا لإسرائيل، وسوف يفضح السبب الكامن وراء الاحتلال المغربي وهو محاولة السيطرة على موارد معدنية كبيرة محتملة في المنطقة.