طباعة هذه الصفحة

خبير أمني أمريكي:

قرار ترامب لا يخدم المصالح الأمريكية

يرى الخبير الأمني والسياسي الأمريكي، بول بيلار، أن قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الاعتراف بـ «السيادة» المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، لا يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، ويزيد من عزلتها فيما يتعلق بقضية دولية أخرى.
أوضح بيلار، في مقال نشر على الموقع الالكتروني لمجلة «دي ناشيونال اينتراست»، تحت عنوان «الصحراء الغربية وثمن طمأنة إسرائيل»، أن الولايات المتحدة «لم تحصل على شيء» مقابل قرار الرئيس ترامب، بل بالعكس، فقد «تزيد هذه الخطوة من عزلة الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بقضية دولية أخرى».
وأشار في هذا الصدد، إلى أنّه «بدلا من خدمة مصالح» الولايات الأمريكية، فإنّ صفقة تطبيع العلاقات بين النظام المغربي والكيان الإسرائيلي، «كانت جزءاً من حملة الإدارة الأمريكية نيابة عن حكومة بنيامين نتنياهو، لحمل الدول العربية على تحسين علاقاتها مع إسرائيل».
وبخصوص صفقات التطبيع التي أبرمتها إدارة ترامب مع عدد من الدول العربية من بينها المغرب، فأوضح أن هذه الدول كان لها بالفعل تعاون مكثف مع إسرائيل بما في ذلك في «مسائل الأمن والدفاع».
وذكّر بهذا الخصوص، أنّ «المغرب سبق له أن تبادل مكاتب الاتصال الدبلوماسي مع إسرائيل في أعقاب اتفاقيات أوسلو في التسعينيات، والتي تم إغلاقها بعد الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000»، مشيرا إلى أن صفقة هذا الشهر تعيد فقط فتح مكاتب الاتصال هذه.

 إسرائيل تسعى لتغيير مكانتها المنبوذة بالتطبيع

 قال السيد بيلار إن حكومة الكيان الإسرائيلي «تحاول بشدة توسيع علاقاتها مع الدول العربية كوسيلة لتغيير مكانتها» المنبوذة «مع استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية».
كما شدّد على أنه «بعيدا عن دفع عملية السلام إلى الأمام، فإن هذه العملية (التطبيع) تعيق أي احتمالات للسلام، بل تقلّل بشكل أكبر من أي حافز للحكومة (الإسرائيلية) لإجراء تغييرات ضرورية في السياسة لحل الصراع مع الفلسطينيّين».
وأكّد في هذا السياق على أنّ «الصفقة المبرمة مع المغرب لديها تناسق خاطئ، فالصفقة التي تنطوي فيها دوافع أحد الطرفين على دعم احتلال أرض وإخضاع شعبه (الفلسطينيين)، تساعد الطرف الآخر في الحفاظ على احتلال آخر وإخضاع شعب (الصحراويين)».

المنظور الدولي يتماشى مع تقرير المصير لا الضم

غير أنّه عاد ليؤكّد أنّ «المنظور الدولي السائد تجاه النزاع في الصحراء الغربية، يتماشى إلى حد كبير مع مفهوم تقرير مصير الشعب الصحراوي، و»لا يتماشى على الإطلاق مع الضم المغربي».
وشدّد مؤلف كتاب «لماذا تسيء أمريكا فهم العالم؟» على أنّ «خطوة إدارة ترامب لا تفعل شيئا لشعب الصحراء الغربية، ولا شيء لقضية تقرير المصير، ولا لجهود حل نزاع الصحراء الغربية، بل يمكن أن تقلل من فرص حل النزاع - ولكن ليس أكثر من ذي قبل - خاصة أنه يأتي وسط انهيار وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو» بسبب انتهاك المغرب للاتفاق بشن عدوانه ضد المدنيين الصحراويين شهر نوفمبر الفارط بالمنطقة العازلة بالكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية.
وذكّر كاتب المقال، أن «الأمم المتحدة تعتبر الصحراء الغربية منطقة غير متمتّعة بالحكم الذاتي، وجبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي، كما تعترف أربعون دولة بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، المعلن عنها من قبل البوليساريو عام 1976، والتي تعد دولة كاملة العضوية في الاتحاد الإفريقي».