يبدو أن معاناة سكان حي الريم، بولاية عنابة، زادت حدتها مع انطلاق عملية التهيئة التي انتظروها طويلا، حيث بات الحي عبارة عن برك مائية منتشرة في أغلب الجهات، لاسيما مع تساقط الأمطار الغزيرة، والتي شهدتها الولاية، مؤخرا، ساهمت أيضا في انتشار الأوحال وصعوبة التنقل داخل الحي، سواء بالنسبة لسائقي المركبات أو الراجلين الذين يعانون الأمرّين بسبب الوضعية المهترئة للطرقات.
بعد الشكاوي العديدة والمراسلات التي تقدم بها السكان للسلطات المحلية لأجل تهيئة الحي، انطلقت المشاريع من خلال إعادة تهيئة الطرقات والأرصفة، وتغيير قنوات الصرف الصحي، إلا أن تماطل المسؤولين وتقاعسهم عن أداء مهامهم للانتهاء من الأشغال التي انطلقت، منذ ما يقارب 08 أشهر زادت من تأزم الحي، وبمجرد سقوط قطرات من الأمطار تتشكل برك مائية، وما إن تجف الأرض حتى يتحول المكان إلى أوحال يصعب من خلالها على القاطنين بكل من 220 مسكن، 60 80 مسكن، 172 مسكن، 110 مسكن، 60 مسكنا و65 مسكنا من الالتحاق بمنازلهم إلا بشق الأنفس.
ولهذا يناشد السكان المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة التدخل العاجل لإنهاء المعاناة التي يتخبطون فيها، وعلى حد سواء الأطفال الذين لم يعد لهم مكانا للعب أمام الخطر المحدق بهم بسبب البالوعات المفتوحة، والتي لم يتم غلقها، منذ مدة بعد تغيير قنوات الصرف الصحي والعمل على تغطيتها بلوحات خشبية أو إحاطتها بأشرطة، ما يعرضها للتلف بسبب الأمطار أو الرياح مشكلة خطرا على المارة، كل هذا يحدث دون معرفة أسباب تماطل المقاول للانتهاء الفوري من مشروع التهيئة، قبيل حلول فصل الشتاء وتفادي الفيضانات التي كان يعرفها هذا الحي والأضرار الكبيرة التي كانت تلحق بسكانه.
ويشكو قاطنو حي الريم من البركة المائية التي تحتل منذ أكثر من 03 سنوات مكانا لها أمام فرع الحالة المدنية، وبالضبط عند محور الدوران الذي يعد القلب النابض لهذا الحي، لتبقى الأمور على حالها دون أن تتحرك أي جهة لتهيئة المكان الذي يقصده كل سكان الحي، خاصة وأن به موقف للحافلات.
ويشتكي السكان من المخلفات التي يتركها المقاولون أمام مداخل العمارات، حيث لا يقومون برفعها عند نهاية العمل، ما جعلهم أيضا ينددون بهذه التجاوزات، ويطالبون من السلطات المحلية التدخل للتسريع من وتيرة أشغال مشروع التهيئة، الذي لم يكن ليتطلب كل هذه الفترة الزمنية للانتهاء منه، ويناشدون والي الولاية بتنفيذ وعوده لوضع حد لكل مسؤول يعتمد على سياسة البريكولاج، ويتقاعس في أداء مهامه الموكلة إليه وعدم التكفل بانشغالات الساكنة.
مع العلم استفاد حي الريم منذ ما يقارب العامين من 02 مليار دج لتهيئته وإعادة الاعتبار له، إلا انه وبالرغم من انطلاق بعض الأشغال به، ما يزال يعيش وضعية كارثية، وما تزال مخاوف السكان قائمة من تكرار سيناريو الفيضانات والمعاناة التي يتكبدها على وجه الخصوص قاطنو السكنات الأرضية والذين يصبحون بين ليلة وضحاها في قائمة العائلات المنكوبة التي تفترش العراء بسبب المياه التي تغمر منازلها.