أمام الفرن وُضعت و السماعات أُلبست، والصوت أُدخل أُذناي عاليا فقبلت.. أبعد أربعة أمتار ويزيد عن الفلم الحاصل هناك...الفلم الصامت بالنسبة لي...صخب هو بالنسبة لهم، آراء كثيرة تطفو في سماء الحيرة...ودموع كثيرة تطفو في سماء عيناي، أخاف فـأُخفي..ثم أتلقى سؤالا عن شيء ربما يسمى حـالة...فلم أجد جوابا غير إيماءة بسيطة مع ضحكة صفراء تحمل في طياتها ألما مخزيا...مع رشة خوف، خوف من انفلات حبل ما...أو استحالة التمسك به كما خطط قلمي...وإن كسرت المسطرة..فمال خط قلمي..سنصلحه..أما إذا كسر القلم..فالمسطرة تقف عاجزة على ورقة بيضاء لم يسل عليها الحبر يوما...فيصبح الأمر مثيرا للشفقة....في غرفة واسعة تبدو غرفتين...على طاولة كبيرة...تصلني إضاءة من الغرفة الثانية، يصلني ضجيج من الجهة الأخرى...فأتعثر....آثارها...آثار ما حصل لا يزال علي..لا يزال يبدو على وجهي ثم يظهر على جسدي فتخرج روحي مهترئة غير قابلة للترقيع...لقد مُزقت وأنا أعجز....لست بارعة في الخياطة وإن برعت في إدخال الإبرة...هل تساءلت من يكتب هذا يوما؟ هل أنت تائه بحاجة الى مصباح يدوي في ليلة مظلمة...وما نفسك إلا الرياح التي تعصف بأشجار الحالكة؟ ما نفسك الا...الرياح التي ستطفئ هذا المصباح...بتهورها
أنا أفيض..ارتشفوا من روحي قليلا حتى لا أُبلل ما حولي من أوراق ومهام ومستقبل...حتى لا يذهبوا مني في فيضان التفكير...أنا لا أجيد السباحة...لكنكم...تملؤوننا بكوب ماء...عُوض هدروجينه بكلماتكم المحزنة...وأُوكسجينه بمشاكلكم المتعبة..ألا يبدو أننا نغرق؟ يخرج ماؤكم من عيوننا ألا يبدو؟ ينهشني...تظاهركم أنه لا يوجد شيء يدعو للقلق...يـا لاعبي الفيلم الصامت...اجعلوه صامتا حتى عندما ننزع سماعاتنا.....