تنقل وفد عن لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي الوطني، نهاية الأسبوع الماضي، برئاسة شنيني عبد الكريم، رئيس اللجنة، في زيارة استعلامية إلى مجمع ترقية الصناعة الميكانيكية بعين سمارة (قسنطينة)، للوقوف على سير عمل المجمع وانتاجه ومختلف مرافقه، بحسب بيان للمجلس الشعبي الوطني .
في كلمته التي ألقاها عند وصوله الى المجمع مع الوفد، الأربعاء الماضي،صرح السيد شنيني أن المجمع يعد «صرحا هاما في بنية الصناعة العسكرية والمدنية الوطنية»، مشيدا بالمسعى الذي تبنته القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي وتشجيع الابتكار وتحقيق التقدم والعصرنة.
وقال بهذا الخصوص: «إن هذا التوجه سيزيد من قوة جيشنا الذي أصبح جيشا أكثر تدريبا وأحسن تسليحا وأعلى جاهزية».
واعتبر أن الصناعة العسكرية التي تعد مفخرة يعتز بها الجميع هي نتاج «للسياسة الحكيمة المنتهجة الرامية إلى تعزيز التسليح الوطني والمساهمة في التنمية الاقتصادية وتلبية احتياجات الوطن الدفاعية وتقليص فاتورة استيراد المعدات العسكرية وتوفير احتياطي العملة الصعبة».
كما أشاد بـ «النظرة الاستراتيجية الصحيحة» للقيادة العليا للجيش لاسترجاع المؤسسات وإعادة تأهيلها، ما يجنب الخزينة العمومية صرف أموال باهظة لإنشاء مصانع ووحدات إنتاج جديدة، منوها بقرار قائد أركان الجيش الوطني الشعبي القاضي بالتوجه نحو ضمان النوعية والتحكم في الأسعار، بحسب البيان.
من جانبه، قام المدير العام للمجمع، العميد بداوي غاني، بتقديم عرض مفصل حول المجمع، مشيرا أن هذه المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري، التابعة لوزارة الدفاع الوطني، أنشئت بموجب القرار الرئاسي 312 الذي يشمل معهدا للتكوين، حيا سكنيا، مقرا جديدا في طور الإنجاز، وحدات إنتاج ومجمع صناعي بخنشلة. وأضاف العميد، أن المجمع يشغل 1000 عامل مدني اقتصادي.
وأضاف، أن المجمع يحتوي على ثلاث شركات هي الشركة الجزائرية لصناعة العربات الخاصة Rheinmetal Algérie التي أنشئت في مارس 2011 وهي مؤسسة ذات أسهم بالشراكة بين مجمع ترقية الصناعة الميكانيكية والشركة الوطنية لعتاد الأشغال العمومية، إضافة الى شركة آبار الإماراتية وشركة فيروشتال الألمانية.
وكشف العميد، أن الشركة توظف 11 ضابطا و608 عامل مدني بقدرة إنتاج 120 عربة سنويا، مضيفا أن الشركة تشتغل بنسبة إدماج 100 بالمائة بداية من استقبال المادة الأولية، مرورا بعمليات التقطيع، التشكيل، التلحيم، التركيب، المراقبة والتجارب، بحسب البيان.
وبالنسبة للشركة الجزائرية لصناعة العربات المصفحة الخفيفة (نمر الجزائر)، قال إنها أنشئت سنة 2013 بالشراكة بين مجمع ترقية الصناعات الميكانيكية وشركة نمر الإماراتية، وهي تشغل 7 ضباط و230 عامل مدني بقدرة إنتاج 200 عربة سنويا ونسبة إدماج 100٪.
وفيما يتعلق بالشركة الجزائرية لصناعة محركات العلامات الألمانية (SAFMMA)، أفاد بأن الشركة تقوم بصناعة المحركات ذات العلامات الألمانية مرسيدس، أم-تي- يو(MTU) ودوتز (DEUTZ)، الخاصة بالعربات النفعية، العسكرية وعربات الاستعمال الفلاحي والأشغال العمومية.
وأوضح العميد، أن المؤسسة أنشئت بالشراكة بين شركة المحركات الجزائرية (EMO)، مجمع ترقية الصناعات الميكانيكية وشركة آبار الإماراتية، وهي توظف ضابطين و139 عامل مدني بقدرة إنتاج 25.000 محرك سنويا.
من جهة أخرى، تطرق العميد بداوي غاني، لمعهد التكوين الخاص بالمجمع، وهو مركز متخصص في رفع المستوى في تقنيات صناعة العربات والمحركات، أنشئ سنة 2012 ويقوم بتكوين العمال الموجهين للعمل في الشركات الثلاث التابعة المجتمع.
وأشار الى أن المعهد قام في بدايته بتكوين المكونين في ألمانيا بتقنيات جد متطورة وهم يقومون حاليا بتكوين العمال نظريا وتطبيقيا حسب برنامج تقني وهندسي ألماني-جزائري.
في نفس السياق، كشف السيد العميد أن المعهد متكون من 10 قاعات للتدريس وورشات للتكوين التطبيقي في التلحيم، معالجة السطوح وتقنيات صناعة المركبات (محركات، كهرباء...)، وأضاف بالقول إن المجمع يحتوي على مركز بحث وتطوير في المواد المنتجة من طرفه (سيراميك الحماية، الزجاج المصفح...).
وفيما يخص تكييف المنتوج، قال المتحدث رن كل منتجات المجمع تخضع لتجارب مطابقة استجابة لمعايير الزبون.
من جهة أخرى، قدم السيد المدير العام الأهداف المستقبلية للمجمع ومنها استراتيجية ضمان الاستمرارية وتنويع المنتوج، الإدماج الاستراتيجي، المناولة والتكوين، كما كشف عن إنشاء قاعدة ميكانيكية تشمل 6 مؤسسات تجمع النشاطات الاستراتيجية (السباكة، التشكيل، المطالة، الصناعة الميكانيكية...).