واصل مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية والزوايا عيسى بلخضر، زيارته لولاية بومرداس، بالوقوف على واقع عدد من الزوايا المعروفة بالمنطقة، أهمها زاوية الشيخ عبد الرحمان الثعالبي بيسر وزاوية سيدي اعمر الشريف ببلدية سيدي داود، التي يعود تاريخ إنشائها إلى أربعة قرون خلت، بمسيرة حافلة بالعلم والجهاد إبان حقبة النضال الوطني وثورة التحرير المباركة.
بدأها من زاوية الشيخ البومرداسي ببلدية تيجلابين، التي تأسست خلال القرن 17، الى زاوية سيدي اعمر الشريف بأعالي سيدي داود من أجل الاطلاع على واقع هذه المنارة العلمية التاريخية التي دبت فيها الحياة مجددا بعد انقطاع إشعاعها العلمي والفكري لعدة سنوات، نتيجة أعمال التخريب التي تعرضت لها خلال العشرية السوداء. لكن وبفضل مجهودات أبناء المنطقة والخيّرين، تم رفع التحدي من أجل تجسيد مشروع لترميم وإعادة التهيئة، بالتنسيق مع السلطات الولائية، التي خصصت غلافا ماليا لإعادة تهيئة المعالم الدينية والتاريخية بولاية بومرداس.
وقد استمع مستشار رئيس الجمهورية لعرض مفصل لتاريخ الزاوية وإسهاماتها الكبيرة في ميدان التعليم القرآني وحفظ الحديث الشريف منذ تأسيسها على يد العلامة والولي الصالح أعمر الشريف الايراتني وأهم الشيوخ والقائمين الذين مروا منها، وصولا إلى آخر معلم وقيم على الزاوية الشيخ الجليل أحمد مبطوش الذي رحل قبل عدة أشهر، الى جانب دورها الكبير في النضال والكفاح الوطني، حيث زارها الأمير عبد القادر قائد المقاومة الوطنية مرتين كان آخرها سنة 1844، الى جانب الشيخ المقراني ولالة فاطمة نسومر، وكذا دورها في احتضان زعماء الثورة التحريرية، حيث تحولت إلى قلعة حصينة وملتقى المجاهدين، قبل ان تتعرض للهدم والتخريب من قبل حاكم مقاطعة سيدي داود في العهد الفرنسي المدعو «ابو».
كما وقف عيسى بلخضر على واقع زاوية عبد الرحمان الثعالبي، التي تعتبر من المعالم الدينية التاريخية المشهود لها بالولاية وعبر كافة مناطق الوطن، بفضل نشاطها في مجال التدريس وتلقين علون القرآن والحديث، وهنا أثنى مستشار رئيس الجمهورية على «دور هذه المؤسسات الدينية في الكفاح والعلم والحفاظ على الهوية الوطنية عبر التاريخ»، مع الإشارة أيضا، ان الدولة أعطت اهتماما خاصا لهذه المؤسسات الدينية والفكرية من خلال تسطير برامج للنهوض بها بما يساهم في إعادة بعث دورها الإصلاحي في خدمة المجتمع.