قدم مجاهدون عايشوا مراحل حركة الكشافة الإسلامية الوطنية، شهادات مثيرة عن تضحيات هؤلاء الرجال عندما التحق أغلبيتهم بالثورة ومنهم من استشهد في سبيل الوطن، مؤكدين أن الكشافة الإسلامية كونت مناضلين بمعنى الكلمة ولم تنفصل أبداً عن الشعب الجزائري، جاء هذا في احتفالية اليوم الوطني للكشافة بمنتدى الأمن الوطني.
وعلى هامش احتفال المدرسة العليا للشرطة باليوم الوطني للكشاف، المصادف لـ27 ماي من كل سنة، أفاد المجاهد جمال، أنه التحق بالفوج الكشفي الأمير عبد القادر ببلوزداد عن عمر يناهز 17 سنة، حيث قاموا بعديد النشاطات وساهموا في مختلف الأحداث قبل اندلاع الثورة، موضحا أن 57 مناضلا في الكشافة الإسلامية بفوج بلوزداد استشهدوا بعد التحاقهم بالثورة.
من جهته المجاهد محمود، الذي التحق بالثورة وعمره 20 سنة، أكد أن الكشافة الإسلامية كونت رجالا سيبقون عبرة للجيل الحاضر والمستقبل، لأنهم قدموا تضحيات كبيرة في سبيل الوطن. مضيفا، أن الكشافة تجري في عروقه منذ أن اندمج في فوج الأمير خالد ببلكور عندما كان يبلغ من العمر 15 سنة، وهي التجربة التي جعلته يلتحق بالثورة دون تردد وبإرادة قوية إلى جانب المسئولين الذين كانوا أعمدة الكشافة الإسلامية.
من جهته تطرق القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية مصطفى سعدون، إلى مساهمة التنظيم الوطني في تكوين نخبة الثورة الجزائرية بطريقة مباشرة وغير مباشرة، بينهم ديدوش مراد والعربي بن مهيدي وبوقرة أحمد وباجي مختار، مضيفا أن الكشافة شاركت في كل المحطات التاريخية لاسيما بعد 1962 بداية من مؤتمر الاستقلال بتقصراين، إلى سنة 1975 أين أصبحت الكشافة فرعاً من الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، إلى غاية إعادة انبعاث نشاط الكشافة في 1989.
وكشف القائد مصطفى سعدون، أن الكشافة الإسلامية الجزائرية تضم 20 ألف منخرط، موزعين عبر مختلف الولايات، 90٪ عمرهم يتراوح ما بين 8 و18 سنة، ومهامها الحقيقية تكمن في تكوين شباب ميدانيا ومرافقتهم من أجل إدماجهم في المجتمع بطريقة سريعة وتوعيتهم بروح المسؤولية والاعتماد على النفس وغرس الروح الوطنية فيهم، مشيرا إلى أن قافلة الجزائر الكبرى ستقوم بتنظيم حملة تحسيسية في شهر جوان القادم شعارها: “حسن العمل من المواطنة”.