ووري المجاهد ووزير الأشغال العمومية الأسبق، عبد الرحمن خان المعروف «لمين»، الثرى، أمس الثلاثاء، بمقبرة كسير الباز، بمدخل مدينة القل بسكيكدة، وقد وافته المنية، الأثنين، عن عمر ناهز 89 سنة.
جرت مراسم تشييع الجنازة بحضور الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، السلطات الولائية، إلى جانب عدد من أقرباء ورفقاء والفقيد وممثلين عن الأسرة الثورية.
وتم خلال كلمة التأبين، التي ألقيت بعد صلاة الجنازة، الإشادة بخصال الفقيد الذي كرس حياته مناضلا في سبيل الوطن ضمن الحركة الوطنية ثم مجاهدا إبان ثورة التحرير وبعدها في بناء جزائر الاستقلال، حيث تقلد العديد من المناصب والمسؤوليات.
وفي تصريح له عقب مراسم التشييع، أكد الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، أن الجزائر فقدت واحدا من عظمائها الذي كان مجاهدا ومناضلا ووزيرا وكرس حياته لخدمة الجزائر وتاريخها. وأضاف، أن الراحل كان مستحقا للاحترام والعرفان لما استجمع من مزايا ومكارم المجاهدين.
من جانبه لم يتمالك رفيق دربه المجاهد محمد رايس الدبلوماسي الأسبق، والدموع تملأ عينيه، في مشهد مؤثر، أين أشاد بالراحل وأخلاقه، معرجا على مسيرته النضالية أثناء الثورة التحريرية وخلال جزائر الاستقلال في البناء والتشييد.
يذكر، أن الراحل، ولد يوم 06 مارس 1931 في مدينة القل، والتحق بحزب الشعب في 1946 عن عمر 15 سنة. بدأ دراسة الطب في جامعة الجزائر وانضم إلى جبهة التحرير الوطني في ربيع 1955، وكان على علاقة وطيدة بعبان رمضان وبن خدة، كان عضوا بارزا ومؤسسا للإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين UGEMA ولعب دورا كبيرا رفقة بلعيد عبد السلام في ما يعرف بــ»معركة الميم»، نسبة لحرف M في كلمة UGEMA، وترمز إلى MUSULMAN، والذي أراد بعض الشيوعيين نزعها.
وترأس «لمين خان» الجمعية العامة للطلبة المسلمين الجزائريين يوم 19 ماي 1956؛ الجمعية التي قررت الإضراب العام والالتحاق بالثورة، وهو من كتب نداء الطلبة المشهور، وفي يوم أول جوان 1956 إلتحق بجبال الولاية الثانية، وهو في السنة الرابعة في الطب. كان على رأس الولاية الثانية وقتها الشهيد زيغود يوسف، ثم خلفه عبد الله بن طوبال، فعلي كافي رحمهم الله جميعا.
وقد أسس لمين خان النظام الصحي للولاية الثانية، الذي أبهر العدو والصديق بدقته وفعاليته، والتحق به بعد ذلك وساعده الأستاذ تومي محمد، أطال الله في عمره.
وفي سبتمبر 1958، عين لمين خان عضوا في الحكومة المؤقتة وعضوا في مجلس الثورة الجزائرية، وكانت وظيفته في الحكومة المؤقتة أمينا عاما للدولة للداخل للمنطقة الشرقية، بينما عين عمر أوصديق أمينا عاما للوسط واسطمبولي للمنطقة الغربية، ثم التحق بتونس في سنة 1959، وعمل مع صديقه الرئيس بن خدة في تسيير الشؤون المالية للحكومة المؤقتة حتى الاستقلال.
أما بعد الاستقلال، أصبح وزيرا للأشغال العمومية من 1966 إلى 1970، وأتم دراسته في الطب سنة 1968، وبعد 1970 عاد إلى المستشفى مع صديقه في الولاية الثانية أستاذنا محمد تومي، رئيس مصلحة أمراض القلب في مصطفى باشا، ثم تقلد منصب أمين عام لمنظمة OPEP مدة عام سنة 1973، ثم مدير ONUDI للأمم المتحدة حتى سنة 1986.