طباعة هذه الصفحة

وزير التعليم العالي، عبد الباقي بن زيان:

كل الظروف مهيأة لدخول جامعي ناجح

سعاد بوعبوش

 استلام 31 ألف مقعد بيداغوجي و15 ألف سرير

 جـــذوع مشتركة لدراسـات مهنـدس

سجلت السنة الجامعية التحاق 280 ألف طالب جديد حائز على شهادة البكالوريا، وتعزيز القدرات البيداغوجية والخدماتية باستلام 31 ألف مقعد بيداغوجي جديد و15 ألف سرير جديد قيد التجهيز، بحسب ما كشف عنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان كلمته المسجلة بمناسبة افتتاح الموسم الجامعي 2020-2021.
تزامن الموسم الجامعي الجديد مع انطلاق النشاطات البيداغوجية وفق التعليم الحضوري بمؤسسات التعليم العالي، بعد ان شرعت منذ أسبوعين بنشاطات ذات الصلة بنمط التعليم عن بعد، علاوة عن القيام بعمليات التسجيل الأولي والتوجيه على المنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض، فيما جرت عملية التسجيل النهائي لهذه السنة ولأول مرة عن بعد، ناهيك عن تفعيل آلية الدفع الإلكتروني لحقوق التسجيل.
وأوضح الوزير، أن مجمل العمليات المذكورة تمت في ظروف ملائمة وتميزت بالشفافية والإنصاف، وتم تعزيز فروع العلوم التطبيقية التكنولوجية، من خلال استحداث جذوع مشتركة لدراسات مهندس على مستوى عدة جامعات تمهيدا لتوسيعها مستقبلا لعدد أكبر من المؤسسات الجامعية.

أقطاب امتياز في تخصصات ذات أولوية

وكشف بن زيان عن إنشاء أقطاب امتياز في تخصصات ذات أولوية بفتح ثلاث مدارس عليا جديدة، تتمثل في المدرسة العليا للعلوم التكنولوجية للمعلوماتية والرقمنة ببجاية، وللغابات بخنشلة، للطاقات المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة بباتنة، وفي نفس السياق استحداث جذع مشترك في علوم الطبيعة والحياة بجامعة ورقلة يعنى بالفلاحة الصحراوية تمهيدا لترقيته الى مدرسة عليا لاحقا.
وأشار الوزير، أن التحولات العميقة التي تشهدها الجزائر والعالم تحتّم وضع الجامعة كحاضنة لتكوين الكفاءات والنخب وموطنا للتنوير الفكري والمعرفي وفضاء للإشعاع العلمي، وتدوير رؤيتها المستقبلية وترقية مهامها في التكوين والبحث وخدمة المجتمع وأساليب عملها وأنماط تسييرها بما يمكّنها من رفع مجموعة التحديات المطروحة عليها والمرتبطة أساسا بالتعليم، جودة البحث وتطوير الحوكمة الجامعية، الإدماج المهني للمتخرجين والانفتاح الجامعي على المحيط الدولي.

الطلب على الرقمنة والتقنية يزيل مهنا قائمة ويبرز أخرى

أكد المسؤول الأول عن القطاع، أن «الانفجار المعارف والمعلومات» أدى إلى بروز مجتمع يعتمد بشكل متعاظم على التجديد المستمر للمعلومات واقتصاد يرتكز على المعرفة والتقنية، ما سيؤدي إلى زوال مهن قائمة واستحداث أخرى جديدة في عالم متغير يطلبها سوق العمل، تعتمد بالأساس على المهارة والخبرة في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي والروبوتيك وتحليل البيانات وغيرها من المجالات التي أضحت تستقطب اهتمام القائمين على شؤون البحث العلمي.
ويرى الوزير أن الجامعة مطالبة اليوم، أكثر من وقت مضى، بترشيد حوكمتها وتطوير أدائها التعلمي ورفع الكفاءات والمهارات المعرفية لخرّيجيها وتعزيز منظومة البحث والابتكار وريادة الأعمال، فضلا عن تطوير مراكز استغلال مصادر المعرفة باعتبارها مصدرا حقيقيا لتعزيز فرص التشغيل في المستقبل.
وشدد بن زيان، أن تنفيذ المخطط الاستراتيجي للقطاع يتطلب تضافر كل الجهود وتطوير التواصل على المستويات والاستماع لانشغالات كل الأسرة الجامعية لتمكين الجامعة من الاستجابة للتحديات والتكيف معها حتى تكون إحدى الدعائم الحقيقية للتنمية الشاملة في كل المجالات.
في المقابل، تطرق الوزير إلى مراجعة العدّة التشريعية التنظيمية للقطاع التي تم إرسالها إلى الجهات المختصة، يتعلق الأمر بمراسيم قيد الإنجاز للتأهيل الجامعي، ولطلبة الليسانس، الماستر والدكتوراه، ناهيك عن مرسوم لبرامج وطنية للبحث والمصادق عليه يتضمن ثلاثة برامج تعنى بالأمن الغذائي والتربوي وصحة المواطن، من خلال 750 مشروع بحث ستتكفل بإنجازه مختلف تدعيمات البحث سنة 2021.
كما تم استحداث ميثاق أخلاقيات الحرم الجامعي وتشكيلة جديدة للمجلس الوطني تهتم بتعزيز بلورة الحياة الاجتماعية، ناهيك عن مواصلة مسعى إضفاء لامركزية التسيير، وتنصيب لجنة لبلورة رؤية لإصلاح الخدمات الجامعية، والعمل على تجاوز النقائص المسجلة عبر الحوار والتشاور مع كل الشركاء.
وذكر ذات المسؤول بنتائج الندوات الجهوية للجامعات للقطاع، التي عقدت بهدف تجديد مخطط عمل القطاع على المدى القصير وانتهاج مقاربة تشاركية تشاورية مع الشركاء الاجتماعيين من ممثلي الأساتذة والعمال والطلبة، واعتماد آليات جديدة في اتخاذ القرارات من القاعدة إلى الأعلى بإشراك كل مؤسسات التعليم العالي في القرارات الحاسمة.
وأشار الوزير إلى تسجيل 800 درس للسداسي الأول من السنة الجامعية 2020-2021 لفائدة طلبة السنوات الأولى، في إطار التعليم عن بُعد، على أن تتواصل العملية للسداسي الثاني، ووضع استراتيجية للتواصل ونمط جديد للاتصال بين الطلبة والأساتذة والباحثين حتى يكونوا فواعل ديناميكية للوقوف على الانشغالات التي تعيق العمل والتوجه نحو الابتكار والتعليم النوعي، وغيرها من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز انفتاح الجامعة على محيطها الاقتصادي والدولي.