تطالب جمعيات الأحياء الهشة بمختلف المواقع، كحي لوزاط حسين، بوعباز، الماتش، بحيرة الطيور، بتدخل الوالي لتوزيع السكنات الاجتماعية الجاهزة خصوصا وأن وضعيتهم السكنية تجاوزت الخط الأحمر ولم يعد بإمكانهم الانتظار حيث أن العائلات القاطنة في البناءات الهشة حالتهم معقدة وتتطلب الترحيل الفوري، مثلما هو الحال للقاطنين بحي الأقواس “لزركاط” بالشارع الرئيسي ديدوش مراد، حيث الوضع ينذر بكوارث ما لم تسارع السلطات المحلية في ترحيل العائلات المقيمة في هذه السكنات، غير أن الوعود التي قدمت من قبل بقيت حبرا على ورق ويؤكد عمي الطاهر- رئيس جمعية حي لوزاط حسين- “ أن السلطات العمومية لم تقم بواجبها وتركتنا نصارع الأمرين مع سكان الحي وطلباتهم المتزايدة، خصوصا بعد التعليمات الأخيرة بتوزيع السكنات الجاهزة خلال الأيام القليلة القادمة”، وأشار رئيس لجنة الحي إلى أن السكان يمتلكون تعهدا مكتوبا من الولاية بأحقيتهم في هذه المساكن التي أنجزت لهم بطلب من الوالي الأسبق في سنة 2010، بالنظر للحالة المزرية التي يعيشون فيها منذ قرابة الخمسين سنة، مؤكدا أن أي انحراف بهذه المساكن نحو جهة غير تلك التي بنيت من أجلها ستكون له عواقب لا يمكن تقديرها، كما أشار ممثل حي بحيرة الطيور، في هذا الخصوص أنه تلقى العديد من الوعود من السلطات المحلية خلال السنة الأخيرة بالترحيل لكن بدون جدوى، وعليه يطالب والي الولاية بمنحهم قرارات استفادة مسبقة كما هو جاري العمل به في بعض ولايات الوطن وحتى يطمئنوا على حقهم في السكن.
تعد ولاية سكيكدة من ولايات الوطن التي تضم أكبر حظيرة فوضوية من الأكواخ القصديرية والسكنات الهشة، إذ يتواجد بها أكثر من 26000 وحدة موزعة عبر كامل تراب بلديات الولاية، نسبة كبيرة منها بعاصمة الولاية تقدر بأكثر من 1000 وحدة بين سكن هش وقصديري موزعة على مستوى أحياء بوعباز، برج أحمام وحسين لوزاط الذي يضم لوحده أكثر من 400 كوخ قصديري أغلبه يعود إلى عهد الاستقلال، إلى جانب أحياء ابن حورية، عيسى بوكرمة، الزفزاف، صالح بوالكروة وبحيرة الطيور، ناهيك عن وجود ألفي بناية قديمة أغلبها تتوزع على شارع الأقواس، الحي الإيطالي العتيق، السويقة، نهج المسجد، حي سطورة، نهج قدور بليزيدية وشارع علي عبد النور.
وأمام ضعف وتيرة الإنجاز التي تبقى من أهم ما يميز قطاع الإسكان بالولاية، فإن عدد طالبي الحصول على سكن جديد يقدر بأكثر من 30 ألف طلب على السكن الاجتماعي على مستوى مدينة سكيكدة، وحسب الإحصائيات الأخيرة من قبل المجلس الشعبي الولائي، أن البرنامج الإجمالي المسجل الذي استفادت منه ولاية سكيكدة إلى غاية نهاية سنة 2012، بلغ 49369 وحدة سكنية بمختلف الأنماط؛ من ريفي، عمومي، إيجاري وترقوي مدعم، منها 32410 وحدات سكنية تندرج ضمن المخطط الخماسي الجاري، أنجز منها 1766 وحدة سكنية، لتبقى 19518 وحدة جار إنجازها حاليا و11126 وحدة سكنية في طور الانطلاق، منها 5300 سكن عمومي إيجاري، إلى جانب 2578 سكن ترقوي مدعم و3248 سكن ريفي، إضافة إلى ما تبقى من البرنامج القديم المقدر بـ 16959 وحدة سكنية، تم استلام 8345 منها، إضافة إلى ذلك، استفادت الولاية في إطار نفس المخطط الخماسي من برنامج سكني جديد يقدر بـ 17000 وحدة سكنية، منها 9700 سكن موجه لامتصاص السكـن الهـش.
للإشارة، الحصيلة السنوية التي أعدها والي سكيكدة السابق خلال إحدى دورات المجلس الشعبي الولائي عن نشاط مصالح الدولة، أشارت إلى أن سنة 2012 شهدت انطلاق إنجاز 7920 وحدة سكنية، مع استلام 1569 وحدة سكنية وتوزيع 2168 أخرى، إضافة إلى إزالة 1185 سكن هش و104 سكنات قديمة، ناهيك عن انطلاق خلال السنة الجارية 2013 أشغال 5300 وحدة سكنية واستلام 2091 وحدة سكنية.