طباعة هذه الصفحة

جنّدت بواخر وطائرات لإجلاء العالقين

الجزائر تكسّر الحصار عن مواطنيها في مختلف القارات

هيام.ل

من روسيا .. أمريكا.. من أوروبا وإفريقيا.. برّا، جوّا وبحرا، ومن كل أصقاع العالم.. جنّدت الجزائر أسطولها الجوي والبحري وفتحت معابر حدودية استثنائية لإجلاء رعاياها العالقين بالقارات الخمس، منذ اغلاق الحدود، شهر مارس 2020، بفعل التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات العليا في البلاد، لمواجهة فيروس «كوفيد 19» المستجد، وحماية البلاد من الخطر القادم من وراء البحار.
في أوجّ الهلع الذي اعترى سكان المعمورة، خوفا من خطر وشراسة وسرعة انتشار فيروس كورونا،  قررت الجزائر إجلاء رعاياها المحاصرين بالخارج،  بعد توقف حركة الطّيران،  وكانت من بين الدول القليلة جدا التي هرعت  لنجدة العالقين في دول تنتمي الى القارات الخمس، ولبّت نداءات الاستغاثة التي أطلقها جزائريون عالقون في مختلف بلدان العالم، والتزمت بتحمل  تكاليف الحجر الصحي للعائدين الملزمين بالمكوث مدة 14 يوما في أفخم الفنادق في الجزائر.

أوّل طائرة جزائرية تخترق عزلة «ووهان»

كانت الانطلاقة في رحلة إجلاء الجزائريين العالقين بالخارج، من بؤرة انتشار الوباء بـ «ووهان» الصّينية،  التي كانت تعيش في حالة عزلة تامة داخليا وخارجيا آنذاك، وفي عزّ انتشار الوباء قرر الرئيس عبد المجيد تبون ارسال طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية لإعادة الطلاب الجزائريين مرفوقين برعايا من تونس وموريتانيا وليبيا، كانت بمثابة الخطوة «الجريئة» نظرا للمخاوف الكبيرة التي انتشرت في البلاد، خاصة ما تعلق باحتمال جلب الفيروس الى الوطن،  لكن الرئيس وضع أمن الجزائريين العالقين هناك أولوية الدولة، حيث أدرجت الخطوة في إطار «تجسيد التزامات رئيس الجمهورية المتعلقة بحماية ومرافقة الجالية الوطنية بالخارج والتجاوب الفوري مع انشغالاتها في  هذه الظروف الخاصة». طبقا لبيان الرئاسة آنذاك.
بتاريخ 3 فيفري 2020، حطّت أول  رحلة جوّية خاصة،  بمطار هواري بومدين قادمة من الصّين، حيث تمّ إجلاء 31 جزائريا أغلبهم طلبة ورعيتان كانتا في زيارة عائلية للصين رفقة 17 رعايا تونسيين وليبيين وموريتاني، وكان في استقبال الرعايا العائدين الى أرض الوطن طاقم طبي لتفادي أي طارئ، كما قامت الجزائر، على متن نفس الرحلة،  بإجلاء 10 مواطنين تونسيين و03 ليبيين، 04 موريتانيين في إطار «التزام الجزائر الثابت بتقاليد التضامن مع الأشقاء في البلدان المغاربية، خاصة في هذه الظروف الصعبة.  في ذلك الوقت، اتخذت اجراءات احترازية للوقاية من الفيروس من خلال تنصيب كاميرات حرارية على مستوى المطارات الرئيسية لمراقبة المسافرين القادمين من مختلف المطارات.
وفي بداية مارس 2020، خصّصت السلطات رحلة ثانية الى ووهان،  لإجلاء رعايا جزائريين عالقين في نفس البلد بسبب فيروس كورونا، إضافة لجنسيات من دول أخرى. حيث ضمت الرحلة الثانية الى ووهان 130 مسافر جزائري وآخرين من دول أخرى.
الجزائر تتكفل بنقل أجانب إلى بلدانهم
بالرّغم من الظرف الصعب الذي مرت به الجزائر، إلا انها قرّرت التكفل أيضا بنقل رعايا أجانب كانوا عالقين في الجزائر، وتم تخصيص 06 وجهات دولية من الجزائر العاصمة ما بين 23 و26 جويلية 2020 لصالح الرعايا الأجانب والمقيمين والحائزين على فيزا صنف «د» شنغن العالقين بالجزائر بسبب انتشار جائحة كورونا. وكانت الوجهات نحو روما، بروكسل، فرانكفورت، مسقط، القاهرة، حيث جاءت هذه الرحلات، استجابة لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التي تقضي بإعادة كل المواطنين العالقين في مختلف الدول.
وقد بلغ عدد المواطنين الجزائريين العالقين في الخارج الذين تمت إعادتهم إلى أرض الوطن في إطار تواصل المرحلة الثانية المبرمجة لإجلائهم التي انطلقت في 20 جويلية 2020 بلغ 8511 مواطن إلى غاية، يوم 28 جويلية.

تفاصيل وأرقام حول أكبر عملية  إجلاء

تم إلى غاية 16 أوت 2020 إجلاء أزيد من 29 ألف جزائري عبر ثلاث مراحل، منذ انطلاق عملية ترحيل العالقين بالخارج إثر جائحة كورونا في شهر مارس الماضي، وانطلقت المرحلة الثالثة من عملية إجلاء الجزائريين العالقين في الخارج، بداية أوت الماضي، حيث برمجت ثلاثة عشر رحلة خلال الفترة الممتدة من 4 إلى 9 أوت 2020  من بينها تسع 9 رحلات، انطلقت من أربع مطارات كبرى تم فيها تجميع للمواطنين العالقين في عديد من البلدان بحسب الخارجية.
وبحسب أرقام قدمتها الخارجية في ذلك الوقت، فقد تم إجلاء أزيد من 29 ألف جزائري عبر ثلاث مراحل، وإلى غاية 16 أوت 2020، إجلاء 29284 مواطن، على ثلاث مراحل، منذ انطلاق العملية في شهر مارس 2020، وذلك عبر أكثر من 100 رحلة جوية و4 رحلات بحرية، بالإضافة إلى الوافدين عبر المعابر الحدودية البرية. وتم اجلاء في المرحلة الثالثة من العملية التي انطلقت، منذ يوم 4 أوت 2020، «ما مجموعه 5738 مواطن عبر 23 رحلة جوية، وكذا عبر الحدود البرية بالنسبة للرعايا الجزائريين العالقين في تونس.
وعن تفاصيل العملية، فقد نشرت وزارة  الخارجية في تلك الفترة حصيلة العمليات التي تمت، منذ تاريخ 4 أوت 2020 حيث تم بتاريخ 4 و5 أوت 2020، إجلاء 621 مواطن إلى مطار الجزائر عبر رحلتين من باريس، وبتاريخ 6 أوت 2020، تم إجلاء 393 شخص من تونس عبر المعبر الحدودي البري بأم الطبول (ولاية الطارف)، من بينهم مواطنون تونسيون وأجانب مقيمون بالجزائر، أما بتاريخ 7 أوت 2020، فتم إجلاء 309 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من باريس (فرنسا)، وإجلاء 305 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من إسطنبول (تركيا)، بالإضافة إلى إجلاء 241 مواطن إلى مطار الجزائر من العاصمة واشنطن (الولايات المتحدة الأمريكية).
وبتاريخ 8 أوت 2020، تم إجلاء 307 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من باريس، وإجلاء 301 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من إسطنبول (تركيا) وإجلاء 266 مواطن إلى مطار وهران قادمين من دبي (الإمارات العربية المتحدة)، إلى جانب إجلاء 187 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من الدوحة،  وإجلاء 99 مواطنا إلى مطار الجزائر قادمين من جوهانسبورغ (جنوب إفريقيا)، لواندا (أنغولا)، ليبروفيل (الغابون) وأبيدجان (كوت ديفوار). فيما تم إجلاء 92 مواطنا إلى مطار الجزائر قادمين من الكويت، و51 مواطنا إلى مطار الجزائر قادمين من الخرطوم (السودان).
وتم بتاريخ 9 أوت 2020،  تم إجلاء 310 مواطن إلى مطار قسنطينة قادمين من إسطنبول (تركيا)، وإجلاء 282 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من جدة (المملكة العربية السعودية) وإجلاء 247 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من لندن (المملكة المتحدة) وإجلاء 152 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من باريس (فرنسا).
وفي يوم 11 أوت 2020، تم إجلاء 269 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من دبي (الإمارات العربية المتحدة)، وإجلاء 253 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من مونتريال (كندا) وإجلاء 97 مواطنا إلى مطار عنابة عبر رحلة من مطار الدوحة (قطر)، من بينهم 72 مواطنا جزائريا كانوا عالقين في العراق، بالإضافة إلى إجلاء 89 مواطنا إلى مطار الوادي قادمين من دكار (السنغال) ونواقشوط (موريتانيا).
وبتاريخ 13 أوت 2020، تم إجلاء 306 مواطن إلى مطار وهران قادمين من اسطنبول ( تركيا) وإجلاء 253 مواطن إلى مطار وهران قادمين من واشنطن، وقد تم بتاريخ 15 أوت 2020، إجلاء 308 مواطن إلى مطار الجزائر قادمين من مطار أورلي بفرنسا.
وشملت العملية مطار دبي حيث برمجت انطلاقا منه رحلتان بتاريخ 4 و7 أوت خصصتا لإجلاء المواطنين العالقين في الإمارات العربية المتحدة وأولئك الحائزين على تذاكر شركة طيران الإمارات العائدين من كوريا الجنوبية، بنغلاديش، الصين،الفيتنام، تايلاندا، ستراليا، مدغشقر وكينيا.
كما برمج الإجلاء أيضا من إسطنبول بالنسبة للمواطنين الجزائريين العالقين بتركيا الذين انضم إليهم المواطنون الحائزون على تذاكر سفر على متن الخطوط الجوية التركية العالقون في شمال جزيرة قبرص وفي جمهورية أذربيجان للعودة على متن رحلة بُرمجت يوم 5 أوت الماضي. أضيفت إليها رحلتان أخريان تخصص الأولى يوم 6 أوت لإجلاء المواطنين العالقين بتركيا، فيما خصصت الرحلة الثانية يوم 9 أوت لإجلاء ما تبقى من المواطنين العالقين بتركيا الذين انضم إليهم المواطنون الحائزون على تذاكر شركة الخطوط الجوية التركية العائدون من الفيتنام، تايلاندا، مدغشقر وباكستان، إضافة إلى المواطنين العالقين في سوريا ولبنان الذين سيتم تجميعهم في مطار بيروت الدولي، أين ستحط هذه الرحلة لإجلائهم.
وبمطار الدوحة خصصت رحلة، يوم 8 أوت الماضي، بالنسبة للمواطنين العالقين بقطر، انضم إليهم المواطنون الحاملون لتذاكر السفر لشركة الطيران القطرية العائدون من كوريا الجنوبية، باكستان، بنغلاديش، اليابان، تايلاندا، أستراليا، مدغشقر، كينيا وتنزانيا.
وانطلاقا من مطار باريس برمجت ثلاث (3) رحلات أيام 4 و5 و9 أوت تخصص لإجلاء المواطنين العالقين في فرنسا. وينضم إليهم المواطنون الحاملون لتذاكر شركة الطيران الفرنسية Air France العائدون من البرازيل، كوبا، المكسيك، الأرجنتين، كولومبيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية وبعض الدول الإفريقية الأخرى.
كما تم تخصيص 04  رحلات أخرى خلال نفس الفترة، انطلاقا من واشنطن (الولايات المتحدة الامريكية) لإجلاء ما تبقى من المواطنين العالقين في الولايات المتحدة الأمريكية وجدة (المملكة العربية السعودية)، يوم 6 أوت، وجوهانسبورغ (جنوب إفريقيا) يوم 6 أوت، مـرورا بـكـل مــن لـوانــدا (أنغولا)، ليبروفيل (الغابون) وأبيدجان (كوت ديفوار) وأخيرا بغداد (العراق) يوم 8 أوت مرورا بالكويت.

إعادة 30 ألف جزائري برا.. بحرا وجوا

بلغ عدد الرعايا الجزائريين العالقين بالخارج بسبب تفشي جائحة كورونا والذين تمت إعادتهم الى أرض الوطن 30.863 مواطن، منذ مارس المنصرم إلى غاية 03 سبتمبر2020 مواطن،  حيث أمّنت السلطات لهذا الغرض أكثر من 115 رحلة جوية و4 رحلات بحرية بالإضافة إلى عمليات الإجلاء التي تمت عبر الحدود البرية للمواطنين الذين كانوا عالقين في تونس وليبيا وموريتانيا».
وتتواصل عملية الإجلاء في مرحلتها الرابعة والأخيرة حيث وصل إلى أرض الوطن 631 مواطنا جزائريا، يومي 28 و29 أوت 2020 قدموا جوا من مطار أورلي بباريس (فرنسا) وتم برمجة رحلتين جويتين من نفس المطار، يومي 5 و11 سبتمبر 2020».

رحلات استثنائية غير محدودة  

وفي سياق مواصلة الجهود، أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية شهر ديسمبر 2020، مواصلة رحلات إجلاء المواطنين العالقين خارج الوطن وكذا الراغبين بالدخول إلى التراب الوطني لاعتبارات استثنائية، ذات الصلة بالحالات المستعجلة سيما الصحية منها الإنسانية وللضرورة المهنية والاقتصادية الملحة»، وذلك في إطار تنفيذ التدابير المقررة من قبل السلطات العمومية ذات الصلة بالتنقل الجوي.، مع شرط  حيازة شهادة طبية (PCR) معدة 72 ساعة على الأكثر قبل موعد الرحلة.
وتخص هذه العملية المواطنين الذين تم إحصاؤهم على مستوى تمثيليات بلدنا بالخارج وكذا الذين درست ملفاتهم على مستوى اللجنة القطاعية المختصة، على أن تبقى العملية متواصلة بالنسبة للحالات الاستعجالية المستجدة التي تستوفي الشروط. ولغاية الأسبوع الماضي فقد تم احصاء 5 جزائريين عالقين بالخارج مسجلين في القوائم وهوالعدد المرشح للإرتفاع حسب تصريحات ممثلي الجوية الجزائرية بالنظر لعملية التحيين التي تطال قوائم المعنيين بالإجلاء، وقد أعد  برنامج مدعم متضمن لرحلات يومية من وإلى فرنسا سواء من باريس أومرسيليا وهذا البرنامج منشور عبر فايسبوك وتويتر للشركة، كما أن هناك رحلات مخصصة لدول أخرى من جدّة وعمان ودبي والقاهرة وإسبانيا.