أصبت بفـيروس كورونـا وأنا في طريق التعـافي النهائـــي
تحضــير قانـون الانتخابـات في أقـرب وقـت
الجزائر أقوى من كل ما يظنّه البعض
أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، في خطاب مصور للأمة، من ألمانيا، أن «الجزائر أقوى من كل ما يظنه البعض»، وأمر بتحضير مشروع قانون الانتخابات في غضون أسبوعين لاستكمال ورشة الإصلاحات السياسية، معلنا عن عودته «قريبا» إلى البلاد.
ظهر الرئيس تبون، صوتا وصورة، من مقر إقامته في ألمانيا، أين يستكمل فترة النقاهة بعد خضوعه للبروتوكول العلاجي بإحدى العيادات المتخصصة، مطمئنا الجزائريين عن صحته ومعلنا عن عودة قريبة لأرض الوطن من أجل استكمال «بناء الجزائر الجديدة».
في حدود الساعة الثالثة و50 دقيقة عصراً، أعلن رئيس الجمهورية، بصفحته الرسمية بموقع تويتر، تعافيه من المرض الذي منعه من الظهور لقرابة شهرين كاملين، وبالضبط منذ 15 أكتوبر الماضي.
وكتب الرئيس في تغريدة مرفوقة بفيديو من دقيقتين و20 ثانية، «الحمد لله على العافية بعد الابتلاء، شفى الله المصابين ورحم المتوفين وآسى ذويهم»، ليعلن قائلا: «موعدنا قريب على أرض الوطن لنواصل بناء الجزائر الجديدة».
وختم التغريدة بالتشديد على أن «الجزائر ستبقى دوما واقفة بشعبها العظيم، وجيشها الباسل، سليل جيش التحرير الوطني، ومؤسسات الدولة».
الفيديو المرفق، هو واحد من ثلاثة فيديوهات، خاطب فيها رئيس الجمهورية، الأمة، كاشفا عن طبيعة مرضه، ومؤكدا استكمال برنامجه المعلن في الحملة الانتخابية، ومتطرقا إلى التطورات والتهديدات الخطيرة على الحدود الإقليمية للبلاد.
فيروس كورونا
بعد كل تلك الأسابيع من المزايدات والتكهنات الغريبة، بشأن طبيعة مرضه ووضعه الصحي، أعلن رئيس الجمهورية، أن ما دفع إلى التنقل مضطرا إلى ألمانيا للعلاج هو «الإصابة بفيروس كورونا المستجد»، الذي أصاب قرابة 90 ألفا من الجزائريين.
وقال تبون في كلمته: «أيتها المواطنات، أيها المواطنون الأعزاء، كما تعلمون منذ ما يقرب شهرين نُقلت إلى الخارج على جناح السرعة لما كان قد أصابني وباء كورونا»، ليفيد بأنه في طريق استعادة كامل قواه البدنية في غضون 3 أسابيع على الأكثر.
وقال الرئيس: «بفضل الله عز وجل، وكذلك بفضل أطبائنا في المستشفى العسكري عين النعجة والأطباء الألمان، طريق التعافي بدأت فيه»، مضيفا: «ربما قد تأخذ أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ولكني سأسترجع كل قواي البدنية».
متابعة دقيقة
وإذ لم يتمكن رئيس الجمهورية من مزاولة مهامه من مكتبه بقصر المرادية، فإن ذلك لا يعني «بعده عن الوطن وعن العمل». وأكد في السياق: «بعدي عن الوطن ليس معناه نسيان الوطن، فأنا أتابع يوميا، إن لم أقل ساعة بساعة كل ما يجري في الوطن، وعند الضرورة أسدي تعليمات إلى الرئاسة». ويفهم من ذلك استئنافه العمل من مقره إقامته بألمانيا، أين يقضي المرحلة الأخيرة من فترة النقاهة، بعد مغادرته المستشفى قبل أسبوعين.
الرئيس تبون، استحضر في كلمته، مرور العام الأول على انتخابه رئيسا للجمهورية، في استحقاق 12 ديسمبر 2019، ليؤكد مضيه قدما في تنفيذ برنامجه الانتخابي وفق خارطة الطريق المسطرة، وجدد بالمناسبة شكره للجزائريين «على ثقتهم».
قانون الانتخابات
وبعد استكمال مسار تعديل الدستور، الذي ينتظر توقيعه لينشر في الجريدة الرسمية ويصبح ساري النفاذ، أكد الرئيس تبون أن الدور في ورشات الإصلاح السياسي العميق جاء على قانون الانتخابات، وشدد على تحضيره في أقرب وقت ممكن.
وقال: «بالنسبة لقانون الانتخابات، طلبت من الرئاسة أن ينظروا مع اللجنة المكلفة بتحرير النص الجديد حتى يكون جاهزا في غضون 10 أيام أو 15 يوما... المهم في أقرب وقت ممكن حتى ننطلق في العملية التي تأتي بعد الدستور».
وكان رئيس الجمهورية، قد نصب، في 19 سبتمبر الماضي، اللجنة الوطنية المكلفة بمشروع قانون الانتخابات، برئاسة خبير القانون الدولي أحمد لعرابة، رفقة أساتذة في القانون وخبراء من وزارة الداخلية والجماعات المحلية.
الاقتصاد وكورونا
ولم يغفل الرئيس تبون، مستجدات الوضع الصحي الناجم عن تفشي فيروس كورونا منذ مارس الماضي وتبعاته على الحياة الاقتصادية. وعبّر في السياق، عن ارتياحه لعودة الحصيلة اليومية للإصابات المؤكدة إلى الاستقرار، بعدما بلغت ذروة الموجة الثانية في الأيام القليلة الماضية. وقال: «بالنسبة لفيروس كورونا، الحمد لله على التراجع التدريجي للإصابات من 1300 حالة إلى ما يقارب 520 حالة يوميا، والشكر لله ولكل من ساهم في انخفاض هذا العدد».
واعتبر في المقابل، أن الحياة الاقتصادية تسير وفق ما تم تسطيره، خاصة في ما تضمنه مشروع قانون المالية 2021 لفائدة المواطنين محدودي الدخل». وأكد قائلا: «ميزانية 2021 أظهرت أننا ماضون في الطريق الذي سطرناه... والذي يعني عدم فرض ضرائب جديدة على أي مواطن من ذوي الدخل الضعيف».
وفي الشق الاجتماعي، أبدى رئيس الجمهورية رضاه عن الظروف التي ميزت الدخول المدرسي والاجتماعي. وأسدى تعليمات صارمة لوزير الداخلية وولاة الجمهورية، بالتنفيذ الحرفي لما تم الاتفاق عليه بخصوص مناطق الظل وتقديم الوجبات الساخنة والنقل المدرسي، بعد حلول موسم الشتاء والثلوج.
الجزائر قوية
ولم يفوت رئيس الجمهورية، الفرصة، للتعليق على ما يجري من تهديدات على حدود الجزائر. وهو الذي أكد في وقت سابق، أن «الصراع الإقليمي صار على حدودنا ونحن معنيون بذلك، شئنا أم أبينا». وأفاد بأن التطورات الأخيرة، خاصة صفقة التطبيع المخزية بين المملكة المغربية والكيان الصهيوني، برعاية الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، «ليست مفاجئة أبدا»، بل «ومنتظرة».
واكتفى الرئيس تبون بالتأكيد، أن «الجزائر قوية وأقوى من كل ما يظنه البعض». مضيفا، بأن ما يجري حاليا في المنطقة «كنا ننتظر فيه»، مشددا أن «الجزائر لن تتزعزع». وجدد التذكير على القدرة التاريخية للجزائريين على تجاوز كل المحن والصعاب والمكائد التي تحاك ضدهم.
وختم رئيس تبون، تواصله الأول مع الجزائريين، منذ قرابة الشهرين بتمنياته «بعودة قريبة وسريعة إلى أرض الوطن».