تحتضن ولاية بومرداس إلى غاية 23 ديسمبر الجاري، فعاليات الطبعة 6 لمعرض إنتاج العسل ومنتجات الخلية في الساحة المقابلة لمحطة القطار، بمشاركة منتجين من عدة ولايات، أرادوا المشاركة في هذا الفضاء التجاري لعرض مختلف أنواع العسل التي تزخر به مناطق الوطن، إلى جانب طرح الانشغالات التي تواجه هذه الشعبة وتبادل الخبرات الميدانية في ظل التراجع الملحوظ في كمية الإنتاج لهذا الموسم.
ككل سنة تبادر جمعية تعاونية تربية النحل لبلدية يسر، إلى تجميع النشطين في هذه الشعبة من مختلف ولايات الوطن، من أجل مساعدتهم في عرض أجود أنواع العسل ومنتجات الخلية، أهمها عسل السدرة، الكاليتوس، إكليل الجبل وباقي الأنواع الأخرى، مع فتح قنوات للتسويق واستقبال المواطنين والمهتمين بهذا النوع من الإنتاج الطبيعي ومشتقاته الذي بدأ يلقى المزيد من الاهتمام بسبب فوائده الصحية، في ما يعرف بالطب البديل، المشكل أساسا من المنتجات الطبيعية لمواجهة جائحة كوفيد-19، ما جعل المنظمين يطلقون على المعرض شعار «لنحمي أنفسنا من فيروس كورونا»، في شكل مادة ترويجية للتعريف أكثر بمشتقات الخلية ومختلف الاستعمالات الأخرى في المجالين الطبي والتجميل.
وقد واجهت شعبة إنتاج العسل بولاية بومرداس، خلال هذا الموسم، صعوبات كبيرة في الميدان، بحسب المنتجين والتقنيين على مستوى المصالح الفلاحية، نتيجة الظروف الطبيعية الصعبة والتهديدات المستمرة للحرائق التي تهدد خلايا النحل المتمركزة تقريبا في المناطق الجبلية بمجموع 80 ألف خلية، ما تسبب في تراجع كمية الإنتاج الى أقل من 1200 قنطار، مقابل ارتفاع الأسعار. إلى جانب استمرار مخاطر المبيدات الكيماوية التي يستعملها الفلاحون في الحقول لحماية محاصيلهم الزراعية من خضر وفواكه، لكن بنتيجة عكسية على استمرار هذا النشاط التي يتعرض لإتلاف عشرات الخلايا الحية سنويا.
كما يطرح النحالون وأصحاب التعاونيات المتخصصة في بيع وتسويق منتوج العسل صعوبات تخص مواصلة النشاط في الظروف الحالية، مع المطالبة بمزيد من الدعم والمرافقة من قبل المصالح الفلاحية المكلفة بتوسيع حملات الإرشاد الفلاحي وتحسيس المنتجين بأهمية التكوين في المجال، من أجل المساهمة في ترقية الشعبة والرفع من كمية المنتوج الحالي الذي لا يرقى إلى مكانة الولاية في مجال التنوع الطبيعي.