أحيت محافظة الغابات لولاية بومرداس مناسبة اليوم العالمي للجبل الذي حمل هذه السنة شعار «التنوع البيولوجي للجبال» بتنظيم حملة تطوعية للتشجير على مستوى جبل منطقة «بودخان» ببلدية شعبة العامر بمشاركة الأطفال وفعاليات المجتمع المدني في التفاتة رمزية للتأكيد على أهمية المحافظة على هذه الثروة الاقتصادية وحمايتها من مخاطر الحرائق المتكررة، في حين غابت باقي المظاهر الاحتفالية المماثلة ببلديات الولاية..
ورغم أهمية الموعد السنوي الذي يعتبر محطة هامة لتجديد الارتباط بالمحيط الايكولوجي والبيئي المشترك بين الكائنات الحية والنباتات المهددة بمختلف المخاطر من تلوث واعتداءات، إلا أن ظاهرة التجاهل وعدم الاهتمام بحماية المحيط الغابي الطبيعي المشكل لفضاءات واسعة من مساحة بومرداس لا تزال السمة الأبرز في هذا الواقع الذي يزداد تدهورا بسبب ظاهرة الحرائق السنوية التي تأت على مساحات كبيرة من الغابات والأحراش التي تشكل موردا اقتصاديا هاما وموطن لعشرات الأصناف الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض أمام صمت الفاعلين وجمعيات حماية البيئة الغائبة حتى في مثل هذه المناسبات من أجل تحسيس وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ على هذه الكنوز الطبيعية التي تحقق التوازن الايكولوجي.
كما تشهد حملة التشجير التي أطلقتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تحت شعار «شجرة لكل مواطن» بالتنسيق مع السلطات الولائية والمحلية لبومرداس وباقي الهيئات المعنية فتورا واضحا في الميدان ومن غير الممكن أن تحقق أهدافها المسطرة الى غاية 21 مارس القادم لارتباطها بالظرف المناسباتي وضعف آليات التحسيس والتعبئة في الميدان وفي الوسط المدرسي الذي يبقى مصدر قوة لنجاح مثل هذه المبادرات الاجتماعية.
بالمقابل لا تزال الأخطار والتهديدات تحوم على الفضاءات الغابية الجبلية الناجمة عن الاعتداءات والاستغلال العشوائي للموارد من قبل شركات المحاجر في كل من بوزقزة قدارة وعمال، ونهب مادة التيف في عدد من المناطق كمنطقة «اولاد علي «بالثنية، الى جانب الاستثمارات العشوائية للفلاحين الذين استغلوا الفراغ القانوني ونقص المراقبة في الاستحواذ على عشرات الهكتارات من المساحات الغابية التابعة لمحافظة الغابات بداعي استصلاح الأراضي لممارسة النشاط الفلاحي وتربية الماشية والدواجن، كان آخرها عملية الاعتداء التي طالت مساحات غابية على مستوى قرية «قريبيسة» ببلدية سيدي داود مادفع بالفرقة المتنقلة لمحافظة الغابات الى التدخل لتوقيف المعتدي وتحرير محضر قضائي للمتابعة، في حين تبقى عشرات الحالات غير مبلغ عنها يكتنفها الصمت بسبب عدم تناولها إعلاميا لتحريك الجهات المختصة.