«الجيش الأبيض» قام بدور ريادي في مواجهة كورونا
قال وزير الصحة خلال اليوم الدراسي الافتراضي حول «المراقبة وتدقيق وفيات الأمهات»، الذي نظم بمقر الوزارة، إن مسألة وفيات الأمهات تشكل مصدر اهتمام كبير يرتقي إلى مرتبة الأولويات الوطنية الذي ينتمي للمنظومة الصحية، مشيرا إلى التزام الجزائر بالتعهدات الدولية الهادفة للحفاظ على حياة الإنسان، الأطفال والنساء، لاسيما في فترة الحمل والولادة أو بعدها.
أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، أن مصالحه تسعى لبلوغ صفر وفاة الأمومة بحلول عام 2030، مع العمل على الحد من وفيات الحوامل أثناء الولادة من خلال الوقوف على الأسباب التي يمكن أن تجنب الحوادث التي تودي بحياة النساء اللواتي يستعدن لمنح الحياة.
وصرح بن بوزيد، أن نظام التصريح الإجباري وتدقيق وفيات الأمهات سيستمر في الحصول على الاهتمام الكامل، من خلال توفير جميع الوسائل لتسهيل تنفيذه وضمان استدامته، بالإضافة إلى استفادته من تقنيات الاتصال لتسهيل استغلاله والسماح بالحصول على المعلومات من أجل اتخاذ القرارات، مضيفا أن تحقيق الصحة في مجال صحة الأم يرتبط بتحسين ظروف الحمل والولادة، خاصة وان 93٪ من النساء استفدن من الرعاية قبل الولادة و97٪ من الولادات تمت في بيئة مدعومة.
وشدد المسؤول الأول على قطاع الصحة، على ضرورة تحسين التغطية من طرف أخصائيي التوليد وأمراض النساء، مع توزيع أكثر توازنا لصالح الهضاب العليا وولايات الجنوب، بالتوازي مع تكثيف شبكة المؤسسات الاستشفائية المتخصصة في صحة «الأم والطفل»، إلى جانب تخصيص 36 مؤسسة استشفائية للعمل في الوقت الحالي.
وبخصوص الهياكل الصحية، قال الوزير إن الجزائر تتوفر على 6329 قاعة علاج و1747 عيادة متعددة التخصصات، يشمل معظمها على خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، بالإضافة إلى 434 عيادة ولادة سواء في الأرياف أو المدن، و36 مؤسسة استشفائية متخصصة في صحة الأم والطفل، حيث تضم أغلب المؤسسات العمومية الاستشفائية والجامعية مصالح خاصة بأمراض النساء والتوليد.
وفي سياق الموارد البشرية، أفاد بن بوزيد أن الجزائر تحصي أكثر من 700 طبيب أمراض نساء وحوالي 9070 قابلة، 4386 قابلة على مستوى المؤسسات العمومية للصحة الجوارية و4642 على مستوى عيادات الولادة ومصالح أمراض النساء للتكفل بعملية التوليد، إلى جانب القطاع الخاص الذي يساهم بشكل فعال في توفير خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة لفائدة النساء في سن الإنجاب.
ودعا في ذات السياق، إلى تشجيع النساء على الرضاعة الطبيعية، خاصة وانه لم تسجل أي حالات انتقال لفيروس كورونا عبر حليب الأم. علما أن الفوائد العديدة للتلامس الحسي بين الأم وطفلها وكذا الرضاعة تفوق الأخطار المحتملة لانتقال فيروس كوفيد -19.
ولدى تطرقه الى جائحة كورونا، التي تستوجب توفير كل الوسائل المادية الضرورية، أثنى على دور «الجيش الأبيض» الريادي في ذلك، الى جانب مسايرة العمل أنشطة مختلفة للجنة العلمية التي لم تتوان في مواكبة الأحداث وتقديم التوصيات التي لا تصدر إلا عن ممثلها القانوني، حيث أصبحت هذه الأخيرة المرجعية في المصادقة على مجموع البروتوكولات الصحية، مضيفا من جانب آخر أن كوفيد.19 يفترض إيجاد طرق مبتكرة في أسرع وقت لضمان حصول الأمهات على خدمات صحية ممتازة.
وهيبة سكاني: أثمّن جهود الجزائر في مجال حماية المرأة
ثمنت المكلفة بمكتب الجزائر لصندوق الأمم المتحدة للسكان وهيبة سكاني، أمس،ؤنجازات الجزائر في مجال الصحة، حيث أن صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي رافق الحكومة في عدة برامج شراكة تخص السكان، جدد التزامه بمواصلة هذه الجهود مستقبلا، حيث أبرم الصندوق برامج تعاون مع الحكومة ووكالتين أخريين، على غرار المنظمة الدولية للصحة والمنظمة الدولية للطفولة.
وعرجت المتحدثة على تراجع وفيات الأمهات في الفترة الأخيرة، بفضل جهود السلطات لحماية المرأة، خاصة في مجال مجابهة الوباء. مشيرة في سياق حديثها، إلى أجندة السلطات التي تهدف الى الوصول إلى صفر وفاة بالنسبة للمرأة، إلى جانب تقديم خدمات صحية عائلية في المستوى، وكذا الوصول الى صفر حالات عنف ضد المرأة وهذا بالتعاون مع الشركاء الدوليين بخصوص الأولوية الوطنية، بما فيها حمايتها من كل أشكال الخطر وتحسين صحة الأم والطفل وكافة أفراد الأسرة، وهذا بالنظر الى الأهمية التي توليها الجزائر في الحفاظ على صحة الإنسان، الأطفال وخاصة النساء.