نجح فريق بحث بكلية الهندسة الكهربائية بجامعة سيدي بلعباس، في تطوير تطبيقات الأوزون، واستخدامها في مجال تعقيم المياه والهواء، وقام بإنجاز عدة أجهزة تحصلت على براءة اختراع تستخدم في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، هي اليوم محل طلب من طرف دول عربية وأوربية.
ثمرة نجاح فريق البحث العلمي بجامعة سيدي بلعباس، توجت مسيرة بحث وعمل، بدأ فيه، منذ 10 سنوات، مجموعة من الأساتذة العاملين في كلية الهندسة الكهربائية، مثلما قال الأستاذ الباحث سعيد نميش لـ»الشعب»، حيث عمل فريق البحث المشكل من البروفيسور عمار تلماتين مدير المخبر، الأستاذ نميش سعيد، الأستاذ ناصور كمال، الأستاذ سماك عبد القادر، المهندس مقدم جيلالي، المهندس ضياف هشام، منذ عدة سنوات على تطوير تطبيقات الأوزون في مجال تعقيم المياه والهواء، مما أسفر عن انجاز عدة أجهزة حاصلة على براءة اختراع خاصة في مجال تعقيم المياه.
ومع ظهور جائحة كوفيد وانتشار العدوى بشكل متسارع، تركزت جهود فريق البحث – يضيف نميش- على تطوير مولدات للأوزون بغرض تعقيم المساحات والهواء للحد من انتشار الوباء، وقد أنجزت هذه الأجهزة بالشراكة بين المخبر بجامعة سيدي بلعباس وشركة الدراسات والإنجازات «الميطالو-بلاستيكية» بتلمسان، ويتعلق الأمر بكل من جهاز:
وأوضح الأستاذ نميش، أن الجهاز الأول يستعمل في تعقيم سيارات الإسعاف والشقق والسكنات الخاصة وغرف التمريض والكشوف الطبية، أما الجهاز الثاني فيستعمل في تعقيم المساحات الكبيرة كالمستشفيات والمساجد، وسائل النقل، كالقطارات والترامواي والحافلات وقاعات المحاضرات ويقوم المعقم بتطهير الأماكن المستهدفة ضد الفيروسات، البكتيريا، الحشرات، الفطريات، والروائح الكريهة وبعد الاستخدام ستكون المساحة آمنة ونظيفة، وقد أثبتت التحاليل البكتيرية في مخابر معتمدة للتحليل ميكروبيولجيا نجاعة وفعالية الجهازين في تعقيم المساحات والأسطح.
وتجري حاليا عملية إنتاج وتسويق مولدات الأوزون من طرف الشركة الوطنية «الميطالوبلاستيكية» التي تلقت آلاف الطلبات داخل وخارج الوطن لتصبح الجزائر من الدول القلائل التي تنتج هذه التكنولوجيا.
ماهوالأوزون؟
يعرف الباحث سعيد نميش الأوزون، أو ثلاثي الأكسجين، أنه غاز تشكل جزيئاته ثلاث ذرات أكسجين، وهو غاز غير مستقر وصنعه لما يتحول إلى أكسجين.
ويعد الأوزون، بحسب الباحث، واحدا من أقوى المواد المطهرة، والعوامل المضادة للميكروبات والجراثيم والبكتيريا. ويرى أن قدرته على التعقيم تفوق كلا من الكلور وثاني أكسيد الكلور، اللذين يعدان من أهم المواد المستخدمة لهذا الغرض، ولكنه يتشابه معهما في آلية التعقيم القائمة على الأكسدة، فالأوزون يلجأ للأكسدة لمنع الكائنات الحية الدقيقة كالخميرة، أو العفن، أو البكتيريا، أو الأوليات، أو الفيروسات من التكاثر والأيض، وذلك إما عن طريق التفاعل المباشر مع هذه الكائنات من خلال تدمير جدار الخلية، أو عن طريق التفاعل مع المنتجات الثانوية لعملية انقسام وتحلل الأوزون، لينتج عن ذلك انخفاض في عدد مسببات الأمراض، وإلحاق الضرر بالمكونات الحمضية كالبيورينات والبيريميدين، وبالتالي وبفضل خصائص الأوزون السابقة، فإن له عددا من الاستخدامات الصناعية المهمة، كتنقية مياه الشرب ومياه الصرف الصحي، وتعقيم الأسطح والأجهزة المختلفة، وحفظ الطعام، وإزالة المخاطر الكيميائية، وتنقية برك السباحة الداخلية وأحواض الاستحمام.
ولأنه يعد مادة ذات تأثير قوي وفعال، أصبح غاز الأوزون يستخدم كعامل مؤكسد مع العديد من المواد العضوية وغير العضوية، والطبيعية، والحيوية، والمعدنية، وفي مختلف الحالات، الصلبة، والسائلة، والغازية، ومن أهم التطبيقات التي يستخدم فيها غاز الأوزون، تنقية مياه الشرب، وتعقيم مياه برك السباحة، ومعالجة المياه الجوفية، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، كما يستخدم في تنقية الهواء، وإزالة الملوّثات، ولذلك فهو يستخدم في أنظمة التكييف، ولمعالجة الانبعاثات الغازية الناتجة عن المصانع.
وفي المجالات الطبية والتجميلية، يستخدم الأوزون في علاج الأسنان والعيون، والعمليات الجراحية، كما يستخدم في إنتاج الأدوية ومستحضرات التجميل، إنتاج المواد العضوية وغير العضوية، وتصنيع أشباه الموصلات، تجهيز وحفظ الأطعمة والأغذية وتربية الأسماك والكائنات المائية.