«كيف لنا أن نعتمد لقاحات، بدون التحقّق من نتائج فعاليته وكل ما نعرفه عنها أخبار صحفية جافة تفتقر إلى السند العلمي؟
كيف لنا نحن الأطباء أن نتجاوز فخ المنافسة الجنونية لمخابر لا يهمها إلا الربح السريع؟ أن نصدق ونحن نعلم جيدا أن إنتاج لقاح بأقل الأضرار يستلزم سنوات ليكون جاهزا؟».
عندما يستغرب دكتور قضى كل حياته في إنقاذ حياة مرضاه من أوبئة فتاكة، فالأمر يدعو إلى التساؤل عن الأسباب؟
هذه التساؤلات زرعت الشك في النفوس، لاسيما أنها جاءت في سياق الحديث عن حرب بيولوجية، تتعزز بطرح تقليص عدد سكان المعمورة، الذي من المستحيل تأكيد صحته حاليا، الذي تحدث عنه رئيس جمهورية إحدى أكبر دول القارة الأوربية قبل سنوات، حيث أكد آنذاك «شئنا أم أبينا الكرة الأرضية تضيق بالعدد الحالي لسكانها».
ولعل ما يؤكد الشك الكبير «سبر الآراء» الذي قامت به مختلف الدول، التي تستعد لإطلاق عمليات «تلقيح القرن»، منتصف ديسمبر الجاري، مخصصة لها فضاءات ضخمة والتي تعكس نتائجها، التي أسفرت عن رفض أكثر من 50%، المخاوف من علاج وحدها المخابر تعرف خلطته السحرية، تعالج الفيروس أو تفتك بحياة من نجوا منه.
الجزائر وبقطع النظر عن استراتيجية تعاملها مع الوباء، تحسب لها نقطتان مهمتان جدا منذ ظهور أول حالة إصابة محلية بـ»كوفيد.19» محلية يوم 02 مارس من العام الجاري، المسارعة إلى اعتماد أنجع بروتوكولات العلاج، والتعامل بـ»حذر» شديد مع عملية اقتناء اللقاح، معتمدة مبدأ مصارحة مواطنيها في كل مرة، سواء تعلق الأمر بإيجابيات الخطوة زو مخاطرها.
ومهما كانت نتائج الإستراتيجية والخطوات المعتمدة في التعامل معها، بدءا من اقتناء الأدوية، ومرورا بعمليات الحجر الجزئي المنزلي وإجراءات الغلق، ووصولا إلى لقاح تتفاوض لتكون ضمن أولى الدول للحصول عليه، وضعت مبدأ جوهريا هو «صحة الجزائريين فوق كل اعتبار».
ومن هذا المنطلق، فإن الجزائر السباقة إلى التفاوض، إيمانا منها أن اللقاح وحده يكسر حجرة الوباء، فإنها لن تغامر أبدا بحياة مواطنيها، بأي حال من الأحوال.