توفي أسقف الجزائر السابق هنري تيسيي، أمس الثلاثاء، بليون في فرنسا، عن عمر يناهز 91 سنة، حسبما علم لدى أقاربه.
ولد هنري تيسيي يوم 21 يوليو1929 بليون (فرنسا)، وهو قس كاثوليكي فرانكو-جزائري تم تعيينه كراعي للابريشية الجزائرية سنة 1955 ثم أسقف وهران من طرف البابا بولس السادس سنة 1972 قبل أن يصبح بعدها أسقف الجزائر سنة 1988.
وكان الفقيد متعلقا جدا بالجزائر حيث حصل على الجنسية الجزائرية سنة 1966 كما كان متعلقا بالحوار بين الديانات. وفي ندوة نقاش حول الديانات السماوية بعنوان «سلم وتسامح»، قال الأب تيسيي إن مصطلح «سلام» يشكل أحد أسس المسيحية، مشيرا إلى أن الديانات الإسلام والمسيحية واليهودية وبالرغم من كونها ثلاث ديانات مختلفة فهي لديها مصدر وهدف مشترك وهو السعادة والإنسانية. وحسب المصدر، فإن جثمان الفقيد الذي أقام فترة طويلة بمدينة تلمسان سيوارى الثرى بالجزائر.
ڤوجيل: الساحة الدينية تفقد «أحد خدامها المخلصين»
بعث رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، رسالة تعزية إلى أسرة أسقف الجزائر السابق هنري تيسيي، أكد فيها أن الساحة الدينية في الجزائر تفقد برحيله «أحد خدامها المخلصين». وقال قوجيل في رسالة التعزية التي وجهها أيضا إلى أسقف الجزائر الحالي المونسينيور بول ديفارج، أنه «برحيل هنري تيسيي، وارث سر الكاردينال إتيان ليون دوفال الذي ساند بإخلاص ثورة نوفمبر المجيدة، تفقد الكنيسة والساحة الدينية في الجزائر أحد خدامها المخلصين في جميع مناحيها». وأشار إلى أن الفقيد يعد «أحد دعاة الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات ونبذ العنف، امتلك قامة دينية وإنسانية عالية وتحلى بشمائل رفيعة، كما كان رجلا ذا مبادئ وقيم، تميز بسعيه الدؤوب من أجل الدعوة إلى التسامح والمحبة والتصالح مع الآخر، راعيا لحوار الأديان والثقافات وجسرا للسلام والإخاء والتآلف».
جراد: هنري تيسيي ارتبط بالجزائر وأحب الجزائريين
تقدم الوزير الأول عبد العزيز جراد، بتعزية إلى عائلة رئيس أساقفة الجزائر السابق هنري تيسيي، أكد فيها أن الراحل «ارتبط بالجزائر وأحب الجزائريين». وكتب جراد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، «يفارق هذه الحياة رئيس أساقفة الجزائر السابق هنري تيسيي، الذي ارتبط بالجزائر الوطن، وأحب الجزائريين الذين عاش معهم طيلة حياته». واستطرد بالقول «نعرف عنه شغفه بتاريخ الجزائر وكان مكتشف مذكرات الأمير عبد القادر وظل مدافعا عن قيم التسامح والتعايش وحوار الأديان، تعازي الخالصة إلى عائلة الفقيد وكل رفقائه».
..ووزير الشـؤون الدينيـــة يـــــعزّي
بعث وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، برقية تعزية إلى عائلة أسقف الجزائر السابق هنري تيسيي، مبرزا فيها مناقب الراحل الذي كان «محبا للجزائر، فخورا بالانتماء إليها والعيش فيها، داعيا إلى حوار الحضارات ومحافظا على جميع الأديان والمقدسات وعلى قيم التعايش والسلام».