وقفت، أمس، سفيرة النمسا بالجزائر، مطولا على واقع قصبة دلس العتيقة، حيث بدت جد متأثرة لرمزية المكان وعظمته المطل على ميناء المدينة من جهة، وواقع المعلم التاريخي والحضاري الذي يحاول لملمة جراحه ومقاومة آثار زلزال 2003، الذي طال جزءاً هاماً من القصبة بشقيها السفلي والعلوي..
حلت، أمس، سفيرة النمسا ضيفة على قصبة دلس العتيقة في إطار الأيام الثقافية التي بادرت إليها السلطات المحلية، بالتنسيق مع مديرية الثقافة لبومرداس، حيث تفقدت مختلف المواقع الأثرية والمعالم التي تزخر بها القصبة، أبرزها ضريح الوليّ الصالح سيدي محمد الحرفي، الذي أعيد ترميمه نهاية سنة 2010، بالإضافة إلى المدرسة القرآنية سيدي عمار، وبعض البنايات الأخرى التي لاتزال تحافظ على خصوصياتها وشكلها المعماري وهندستها التي تعود إلى الحقبة العثمانية وقبل ذلك بحوالي 150 سنة، أي مباشرة بعد سقوط مدينة غرناطة بالأندلس، رغم ما شهدت من إهمال وتدهور كبيرين خصوصا بعد زلزال 2003.
كما طافت سفيرة النمسا بأجنحة المعرض التقليدي المنظم بالمناسبة في أزقة القصبة العتيقة وشمل مختلف أدوات الصناعة التقليدية، من حلي، ألبسة، مأكولات تعبر عن خصوصية المنطقة، وهي مبادرة رمزية وتشجيعية، بحسب ما كشف عنه لـ»الشعب» رابح زروالي، رئيس بلدية دلس، الذي أكد بالمناسبة، أن الزيارة ذات أبعاد ثقافية وسياحية للتعريف بالقصبة وأهميتها التاريخية.
وعن إمكانية فتح مجال للتعاون ومنح مساعدات لإعادة ترميم معالم القصبة التاريخية، كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي عن وجود مبادرات مستقبلية تتمثل في استقبال أفواج من السياح النمساويين في المدينة مع إمكانية إجراء عملية توأمة بين المدينتين، في حين تبقى طريقة التعاون، مثلما قال، ترتكز أكثر على مجال الخبرات العلمية الخاصة بعملية الترميم للحفاظ على هذا المعلم التاريخي المهدد بالزوال.
وكشف بالمناسبة حميد حميدو، ممثل مديرية الثقافة، عن ملف ترميم قصبة دلس، الموجود حاليا لدى وزارة الثقافة والأمانة العامة للحكومة، في انتظار إصدار مرسوم يأمر بالترميم في إطار المخطط الدائم للحفاظ وإصلاح القطاع المحفوظ لمدينة دلس العتيقة.