مع تأكيد أعضاء مجلس النواب الليبي على مكان المقر الرئيسي لانعقاد مجلس النواب بمدينة بنغازي، يكون الفرقاء على مقربة من مشارف بناء ليبيا جديدة باعتماد نهج الحوار البناء. رغم ان الاتفاق لا يزال محل نقاش في الداخل الليبي، وان كانت رسائل مرحبة عبرت عن إجماع وطني حول تسوية نهائية في القريب. بينما تم الاتفاق على عقد جلسة التئام للمجلس في مدينة غدامس.
قال البيان المشترك الذي توج اجتماع أعضاء النواب، إن الجلسة في غدامس تستهدف إقرار كل ما من شأنه إنهاء الانقسام بمجلس النواب، وبما يمكنه من أداء استحقاقاته على أكمل وجه». وفي أعقاب خمسة أيام من المباحثات في طنجة، أعلن 123 نائب «من أصل 180» الالتزام بنبذ خطاب الكراهية ووضع حد للانقسام الذي يقوض عمل «كافة المؤسسات» الليبية.
وأشار المشاركون، في بيان ختامي، إلى الالتزام بإجراء انتخابات برلمانية وإنهاء المرحلة الانتقالية في أقرب وقت ممكن، مشيرين أيضاً إلى الاتفاق على عقد جلسة لمجلس النواب بمدينة غدامس فور العودة إلى ليبيا.
وتقع غدامس عند تقاطع الحدود بين ليبيا والجزائر وتونس. وهي تعد بمنأى عن تقاسم النفوذ بين طرفي الانقسام في البلاد.
وفي منتصف نوفمبر الجاري، جرى الاتفاق خلال جلسة ملتقى الحوار السياسي في تونس برعاية الأمم المتحدة، على إجراء انتخابات في 24 ديسمبر 2021. ولكن لم يتفق الأطراف على أسماء من سيتولى المناصب الأساسية خلال المرحلة الانتقالية.
ترحيب داخلي
من جانبه، رحب المجلس الأعلى للدولة بالاجتماع التشاوري الذي عقده أعضاء مجلس النواب والاتفاق على عقد جلسة للمجلس بمدينة غدامس، والبدء في اتخاذ خطوات نحو إنهاء الانقسام. وجدد مجلس الدولة في بيان، التأكيد أن أولى خطوات إنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات هي التئام مجلس النواب.
ويرى مراقبون أن الحوار الليبي يواجه بشقيه المباشر والافتراضي مخاضا صعبا فيما يتعلق بتسوية سياسية متوافق عليها، وآليات الترشح لمهام السلطة التنفيذية المرتقبة، فيما يحاول المسار العسكري تحويل تفاهمات لجنته المشتركة إلى واقع على الأرض، إلا ان المشهد العام متفائل بنتائج اجتماع مجلس النواب واتخاذ خطوات لتوحيده، استعدادا للاستحقاقات المرحلة القادمة، وسط رفع القوى الكبرى لافتة العقوبات بشأن معرقلي التسوية، التي لوح بها مجلس النواب الأميركي ضد الكيانات الأجنبية المتورطة في الصراع في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار.