حاز فيلم «حياة جديدة للسمك» للمخرج الشاب مصطفى بن غرنوط على المرتبة الثانية في مسابقة الأفلام القصيرة المنظمة من طرف منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، والتي عرفت مشاركة 180 فيلم من مختلف أنحاء العالم.
صرّح المخرج مصطفى بن غرنوط لـ «الشعب» عن مضمون فكرة الفيلم الذي شارك به في مسابقة الإبداع الفني المنظمة من طرف إيسيسكو، والذي حاز على المرتبة الثانية من بين مصاف دول عالمية، أن العمل هو عبارة عن فيلم وثائقي مدته 4 دقائق يتحدث عن تجربة الشِعاب الاصطناعية، وهي عبارة عن وسيلة لإحياء الوسط البحري الذي عرف في السنوات الأخيرة تدهورا كبيرا بسبب التلوث والصيد العشوائي وغيرها من العوامل.
كشف المتحدث عن حيثيات الفيلم الذي كان يدور حول تجربة جمعية «تريدون كلوب» بمستغانم المتخصصة في الغوص البحري والمحافظة على البيئة، حيث قال: «قام أعضاؤها بشكل تطوعي بصناعة شِعاب إصطناعية، وهي عبارة عن هيكل معدني فارغ متمثل في شبه صندوق بقضاب حديدية، ليتم غمره في عمق 20 مترا، كتجربة منهم في ملاحظة ما إذا كان هذا الهيكل سيساهم في بعث حياة بحرية جديدة للأسماك التي هاجرت محيطها بسبب الأخطار المحدقة بها الناتجة عن العامل البشري بالدرجة الأولى».
وفي ذات السياق، تحدّث المخرج مصطفى بن غرنوط عن تجربة فرقة العمل المتكونة من إحدى عشر عنصرا التي حققت هذا النجاح الساحق بالرغم من عدم توفرها على وسائل تصوير متطورة حيث قال في هذا الصدد: «لصعوبات التي واجهت فرقة العمل تمثلت أولا في مراحل غمر هذا الهيكل من جهة، وفي عدم امتلاكنا لوسائل تصوير رقمية من جهة أخرى، حيث اعتمدنا في فيلمنا القصير على كاميرا بسيطة تعمل بنظام تصوير تحت الماء من نوع «جوبرو»، رصدنا بها لقطات الهيكل وهو مغمور في الوسط الرملي العميق، كما استعملنا كاميرا من نوع كوباك في توثيق الصور المأخوذة فوق سطح البحر، وبالرغم من الصعوبات استطعنا توثيق هذا الحدث الهام الذي يعتبر كثاني تجربة ناجحة في العالم».
نوّه في الأخير المخرج الشاب مصطفى بن غرنوط أن نجاح العمل هو من نجاح التجربة التي لم ينتظرها والفرقة أن تكون نتائجها سريعة جدا، فبعد 18 يوما من غمر الهيكل المعدني في عمق البحر، بات ذلك المكان ملاذا حقيقيا للهدف المرجو، حيث أصبح فيه حياة جديدة للسمك، وقال في هذا السياق: «إن تجربة الشِعاب الاصطناعية التي لم تكن عملا فنيا فحسب بل كانت تجربة بيئية هدفها بعث روح الأمل للكائنات التي نتقاسم معها الحياة، وهي تجربة لشباب جزائريين يرون في تثمين المشروع المطروح برنامجا بيئيا هادفا يقوم على إنشاء محميات للسمك من أجل إعادة إحياء الوسط المائي، وعليه بهذا العمل الوثائقي استطعنا أن نضع بصمة جميلة لشباب الجزائر، الذي في كل مرة يدهش العالم بقدراته وإمكانياته الإبداعية عكس ما يروّج لصورته في الخارج».