توقّع وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، أمس، أن تلامس أسعار النفط مطلع العام المقبل 50 دولارا للبرميل، مجددا نفي بلاده طلب استثنائها من قرار تقليص الإنتاج.
قال عبد الجبار في تصريح للصحيفة الرسمية (الصباح)، إن اتفاق خفض الإنتاج الذي أقره تحالف «أوبك بلس» (+OPEC)، يحقق هدف إعادة الاستقرار والتوازن للسوق النفطية العالمية.
وذكر أن أعضاء التحالف ومنظمة أوبك حريصون على الالتزام بمحددات خفض الإنتاج، وأن هذا سيسهم في ارتفاع الأسعار إلى مستويات معينة.
وأضاف «نتوقع بلوغ سعر البرميل 50 دولارا مطلع 2021، وسط مؤشرات على تعافي الطلب». ويسعى العراق إلى إبرام اتفاق بيع للخام وفق عقود الدفع المسبق بقيمة 48 دولارا للبرميل، خلال الفترة القريبة المقبلة، مقارنة مع 38 دولارا للبرميل الواحد خلال الشهر الجاري.
وفي أفريل الماضي، توصل تحالف «أوبك بلس» إلى اتفاق تاريخي لإجراء تخفيضات في إنتاج النفط تبلغ 9.7 ملايين برميل يوميا بهدف إعادة التوازن إلى أسعار الخام في الأسواق العالمية. وقلّص التحالف حجم خفض الإنتاج إلى متوسط 7.7 ملايين برميل يوميا، اعتبارا من شهر أوت الماضي، يتبعه تقليص ثان مطلع 2021، إلى 5.7 ملايين برميل يوميا يستمر حتى شهر أفريل 2022.
والعراق ثاني أكبر منتج للخام في منظمة أوبك بعد السعودية، بمتوسط يومي 4.6 ملايين برميل في الظروف الطبيعية، ويعتمد على الخام لتوفير أزيد من 90% من إيراداته.
في سياق آخر، قال مسؤول عراقي في قطاع الكهرباء، إن بلاده فقدت أكثر من 3.5 آلاف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، بسبب تراجع في إمدادات الغاز الإيراني المخصص لتشغيل محطات الطاقة في البلاد.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد العبادي في تصريح لـ «الصباح»، أن المنظومة الكهربائية فقدت ما يقارب الـ 3565 ميغاواتا من الطاقة التوليدية في المنطقة الوسطى والجنوبية وأجزاء من المنطقة الشمالية.
وينتج العراق 19 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألف ميغاوات، وفقا لمسؤولين في قطاع الكهرباء.
وأوضح العبادي أن ضغط الغاز في المناطق المذكورة تراجع إلى 10 ملايين متر مكعب باليوم، بعد أن كان 25 مليون متر مكعب، ما أسفر عن تراجع الطاقة المنتجة من محطات التوليد. ولم يوضح المسؤول العراقي الأسباب التي دفعت إيران إلى خفض إمدادات الغاز المتفق على توريدها لبلاده. وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت في 21 نوفمبر الجاري، إن الولايات المتحدة منحت العراق إعفاء جديدا مدته 45 يوما لاستيراد الغاز والطاقة من إيران.
ويجري العراق مباحثات مع دول خليجية وعلى رأسها السعودية، لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظومته مع منظومة الخليج، بعد أن كان يعتمد على إيران وحدها خلال السنوات الماضية، عبر استيراد 1200 ميغاوات من الكهرباء وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.
ويعاني العراق من أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود جراء الحصار والحروب المتتالية. ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء خاصة في فصل الصيف، حيث تصل درجات الحرارة أحيانا إلى 50 مئوية.