تتواصل عملية التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية في أسبوعها الثالث، وسط إقبال محسوس على مختلف المؤسسات الجوارية للعاصمة، لاسيما من طرف الفئات الهشة كالمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والتي تمنح لهم مجانا، فيما يلجأ المواطنون الراغبون في تلقيح أنفسهم إلى اقتنائها من الصيدليات، والتي عرفت لفترة ندرة في اللقاح بسبب الطلب المتزايد عليها مؤخرا بعد أن ساد الاعتقاد حول قدرته على إبعاد شبح كورونا وتقوية الجهاز المناعي ضد الفيروسات التنفسية.
ازداد الإقبال على لقاح الأنفلونزا الموسمية مع الارتفاع الذي عرفته حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، كما أنه من المعروف، بحلول فصل الخريف يصاب الكثير من الجزائريين بالأنفلونزا الموسمية، وبالتالي يبقى التلقيح الحل الأنجع للوقاية من تعقيداتها خاصة مع موجة البرد التي اجتاحت الجزائر لاسيما بولايات الشمال، فيما تباينت وفرة الكمية على مستوى مؤسسات الصحة العمومية رغم تأكيد الوزارة توفر اللقاح.
في هذا السياق، يوضح د.محمد الطاهر عيساني المختص في تشخيص الأمراض لـ «الشعب»، أن الأنفلونزا الموسمية هذه السنة جاءت متميزة لأنها جاءت في ظرف جائحة، لأول مرة وبعد ما يقارب السنة من تطور كوفيد-19 هناك تقاطع ضمني بين فيروس الأنفلونزا بحد ذاته والجائحة، ما يعني - حسبه - وجود حالات تتشابه مع حمى كورونا، لكن فيما بعد يتم قراءتها أنها حمى عادية موسمية، بالإضافة إلى إمكانية تفاقم الإصابتين ليتشكل الخطر خاصة بالنسبة للأشخاص ذوي الأمراض المزمنة، أوالذين يفوق سنهم 65 سنة أويعانون من البدانة.
وحسب د.عيساني، فإن ميزة لقاح الأنفلونزا الموسمية أنه يحتوي على 4 أنواع من الفيروسات الموسمية مما يعني تنشيط فعلي وإيجابي للجهاز المناعي لهذه الشرائح، منبها إلى ضرورة أن يتحلى المواطن بالوعي لدى التلقيح به، ما يعني على حد قوله :» أن المستفيد منه يجب أن لا يكون قد أصيب في هذه الفترة بكوفيد- 19، ويكون في حالة صحية جيدة، إذ يمكن لهذا اللقاح الذي يحتوي على فيروسات غير فعالة أن يؤدي إلى التهاب نتيجة تقاطعه مع إصابة ايجابية مؤكدة بكورونا عند الإنسان ما يمكن أن يشكل خطرا على صحته.
وبخصوص الإقبال على اللقاح أرجح المختص في تشخيص الأمراض ذلك لوجود وعي كبير بخطر الإصابة بفيروس الأنفلونزا في ظل الجائحة، مشيرا إلى وجود نقص في التموين باللقاح الذي تبقى – حسبه- كمية قليلة وغير كافية في ظل الاحتياجات الملحة للمواطنين.
من جهتها، أكدت د.نادية علاّم مديرة المديرية المنتدبة للصحة ببوينان الإقبال المحسوس على مختلف المؤسسات الصحية الجوارية من أجل التلقيح، ما من شأنه أن يساهم في التقليل من الحالات المشابهة بحالات الإصابة بكوفيد والتفريق بينها وبين حالات الزكام والأنفلونزا طبعا بعد تحليل الأعراض من حمى وآلام.
وتشير د. علاّم أن اللقاح متوفر ويتم منحه بالمجان للفئات المعنية، مشيرة إلى أنه بالعاصمة تم تجاوز تلك الندرة بسبب الطلب المتزايد عليه، وعليه تعمل مختلف المؤسسات الصحية على ضمان التلقيح بشكل منتظم للشرائح المعنية به في ظروف حسنة، وستستمر العملية طوال الشتاء، ما من شأنه أن يخفف عليهم أي تعقيدات قد تشكل خطرا على صحتهم.