طباعة هذه الصفحة

مدير المركز العربي الافريقي للاستثمار والتطوير:

بحوزتنا 100 مشروع استثماري منتج وواعد

التقته: فضيلة ــ ب

كشف السيد أمين بوطالبي، المدير العام للمركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير عن أهمية الملتقى الدولي الذي ينعقد بالجزائر بفندق الشيراتون يوم 30 ماي الجاري حول تنمية التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا”، وقال أنّه من المقرر أن يشارك فيه نحو 250 رجل أعمال جزائري وأجنبي بهدف نقل الخبرات وبناء الشركات، وتحدث تسطير المركز لما لا يقل عن 100 مشروع استثماري منتج خارج قطاعي الخدمات والصناعة الغذائية.

❊ الشعب: في البداية أيمكنكم تقديم نبذة عن المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، وما هو موقعه على الساحة اليوم؟  
❊❊ السيد أمين بوطالبي : جاءت فكرة ميلاد المركز سنة 2008 من طرف مجموعة من رجال أعمال جزائريين، عقب زيارتهم لتركيا ووقوفهم على وتيرة تطورها، تبنوا فكرة تأسيس هيكل يسهر على تقديم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني ومساعدة المستثمرين، والتعاون مع الجمعيات والمنظمات ذات الطابع الاقتصادي على وجه الخصوص، ورأى المركز النور سنة 2011 ، ولا أخفي عليكم أن تحدي التأسيس كان في البداية صعبا، لأنّ المستثمر كان في حاجة إلى المعلومة، ووجدنا أنفسنا أمام مهمة ضرورة توفير المعلومة للمستثمر، فكونّا شبكة من رجال الأعمال، صارت اليوم تضم ما لا يقل عن 610 رجل أعمال، وأصبحت المعلومة تتداول بالإضافة إلى جهود توجيه وتسهيل عدة أمور على المستثمرين، علما أنّ عدة رجال أعمال استفادوا من تكوين ومساعدة المركز بالإضافة إلى آخرين انضموا إليه فيما بعد.
❊ ما هي مهام وتحديات المركز وكذا الدور المنتظر منه في المرحلة المقبلة؟  
❊❊ حرصنا في البداية على إيجاد فرص إنتاجية خارج قطاع المحروقات، عن طريق توفير المعلومة وربط جسور التواصل بين المستثمر الوطني بنظيره الأجنبي، مع محاولة تسهيل فرص الشراكة بين المستثمرين.
ونعتبر أنّ الرّهانات التي تعيشها الجزائر، تخصنا دون شك ونعد جزءا منها، ولأن معظم المستثمرين في الجزائر يبحثون عن فرص حقيقية للاستثمار، وهذا يتطابق مع تطلع الجزائر إلى الرفع من سقف صادراتها لتصبح دولة منتجة، والتوجه بالصادرات على وجه الخصوص لسوق الدول الإفريقية، كونها سوقا مهمة، وترى هذه الدول الجزائر نموذجا حقيقيا لها.
❊ الجزائر في قلب رهانات إنعاش الاستثمار والرفع من النمو خارج قطاع المحروقات، ما هي مساهمة مركزكم في تنمية هذا المسار؟  
❊❊ نتعاون ونعمل مع هيئات وطنية على غرار الوكالة الوطنية لتنمية الاستثمار على تدوير المعلومة الاقتصادية، بهدف العمل على رفع النمو خارج قطاع المحروقات، ولو تتوفر المعلومة الاقتصادية، يمكن أن نوفّر على ضوئها فرص الاستثمار على غرار القطاع الفلاحي، فيتم الوقوف على الولايات التي تمنح أراضي لمن يخدمها وكذا كيفية الاستفادة من قروض..وما إلى غير ذلك.  
❊ السوق العربية الإفريقية جذّابة بينما لم يرتق الاستثمار فيها إلى المستوى المطلوب، ما هي الأسباب والمعوقات؟   
❊❊ تربطنا اتفاقيات مع الجامعة العربية ومع المنظمة الإفريقية وحتى مجلس التعاون الإسلامي، لكن للأسف الاتفاقيات لا تطبق في الكثير من الأحيان.وعلى سبيل المثال الجزائر تستطيع أن تصدر المواد الفلاحية، لكنها لم تتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي، ومازال العديد من المستثمرين يتجهون نحو الصناعة الغذائية والخدماتية، لذا حان الوقت لتوجيه المستثمرين وتدعيمهم خاصة الشباب، إلى قطاعات استثمارية أخرى على غرار النسيج والجلود والصناعة الغذائية التكميلية، لأنّه لدينا نحو 100 فكرة مشروع استثماري جاهز يمكن لكل راغب أن نقدم له كل المساعدة.وتركيزنا منصب على مساعدة المستثمرين، لأنّنا على دراية بأن المؤسسة الصغيرة والمتوسطة التي تشغل ما بين 3 و250 عامل، يمكنها أن تحدث نموا في كل دولة في العالم والرهان حولها كبير.
❊ ما هي الأهداف من وراء الملتقى الذي تشرفون على تنظيمه مع عدة قطاعات وزارية؟  
❊❊ لدينا سلسلة من الأهداف، وأبرزها توفير المعلومة الاقتصادية على وجه الخصوص، وعلى سبيل المثال العديد من المستثمرين والمتطلعين لولوج هذا المحيط الحيوي الاستراتجي، فهم لا يعلمون بوجود بنك إسلامي للتنمية والبنك العربي الإفريقي للتنمية الذي يشرف على إدارته جزائري وبالتالي لا يستفيدون من خدماته.
والملتقى الذي ينعقد بفندق الشيراتون يوم 30 ماي الجاري ينظم تحت شعار”نحو تنمية التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا”، ومن المقرر أن يشارك فيه نحو 250 رجل أعمال جزائري وأجنبي والمشاركة الخارجية تسجلها كل من تركيا والصين وسويسرا وروسيا والسعودية وماليزيا وما إلى غير ذلك، وستكون فرصة حقيقية لرجال الأعمال الجزائريين للاحتكاك بنظرائهم في مختلف الدول والاستفادة من خبرات جديدة وبناء شراكات في مختلف المجالات.  ونبذل الجهود للرفع من القدرات الإنتاجية حتى لا تبقى الجزائر سوقا للسلع، ونحقق في البداية الاكتفاء الذاتي ونسير فيما بعد نحو التصدير.ولقد توصّلنا إلى شراكة بين المؤسسة والجامعة، لذا سيشارك في هذا الملتقى أساتذة، بالتنسيق مع جامعة الجزائر 3، والملتقى ينظّم تحت رعاية وزير التجارة ووزير الصناعة الذين يتابعين الملف، إلى جانب وزير التعليم العالي الذي كلّف رئيس جامعة الجزائر 3 بمتابعة الملف.
❊ الوطن العربي وإفريقيا يتقاسمان ظاهرة تصدير وهروب الكفاءات إلى الشمال، ماذا قدّمتم للحدّ من هذه المعضلة التي تعيق التنمية؟  
❊❊ الهروب إلى الشمال أعتبره أمرا طبيعيا، لأنه يمكن من نقل التكنولوجيا، وأعتقد أن كل من ينزح يأتي يوم ويعود إلى وطنه، وعلى سبيل المثال يوجد جزائريين فتحوا مصانع بتايلاندا والصين ويصدرون منها إلى الجزائر.
❊ لكن تستفيد الجزائر عندما تستقر هذه المصانع في الجزائر لخلق الثروة ولتقدم قيمة مضافة وليس العكس؟  
❊❊ ربما تخوف هاته الشريحة من نقص الكفاءة والتخوف من البيروقراطية يجعلها تفضل فتح المصانع في الخارج، لكن الإستراتجية الجديدة تعد واعدة ونأمل منها الكثير في تشجيع الإنتاج الوطني وتعميق وتوسيع الاستثمار.  
❊ برأيكم هل للموارد البشرية نفس الاهتمام الذي يولى للموارد الطبيعية؟  
❊❊ أكيد أن الموارد البشرية لا تحظى بنفس الاهتمام، لكن في سنة 2012 بدأ التفكير الجدي في التنمية البشرية، وشرع في الاهتمام المحسوس، حيث سطر برنامج كبير لإعادة تأهيل الموارد البشرية على مستوى الوزارات والمؤسسات وما إلى غير ذلك، وانخرط الجميع في هذا المسعى.