طباعة هذه الصفحة

حال الدنيا

علامات استفهام..

مصطفى هميسي
23 نوفمبر 2020

لماذا قررت سلطات المملكة المغربية الشقيقة تأزيم الوضع في الصحراء الغربية من جديد، ولماذا لجأت مرة أخرى للسلاح وهل كان القرار مخططاً له وما هي غاياته، هل استشارت المملكة أطرافا معينة قبل قرار التأزيم ومن هي هذه الأطراف، وهل هناك مخطط الغاية منه شغل الجزائر عن تجسيد أهدافها السياسية والاقتصادية وتصحيح أوضاعها الداخلية؟
قد لا نملك إجابة كاملة حول نوايا المغرب من قراره في اعتداء الكركرات ولا نملك إجابة كاملة عن الغايات من وراء هذا التأزيم، ولكن واضح أن المغرب لو كان يستطيع تحقيق انتصارات دبلوماسية حاسمة لما كان في حاجة لهذا التصرف ولما كان في حاجة لحرب جديدة في الصحراء ولما كان في حاجة لخرق وقف إطلاق النار ولما كان في حاجة للعمل ضد القرارات الأممية ولما كان في حاجة لمحاولة تغيير موازين القوة في الصحراء الغربية وعن طريق العدوان المسلح.
لهذا فالتكتيك المعتمد من قبل السلطات المغربية لا يملك مبررات، وأن الذرائع التي تعتمدها الدبلوماسية المغربية غير مقنعة بتاتا، لأنه كان واضحا أن المغرب خسر كثيرا دبلوماسيا، وحتى عودته للاتحاد الأفريقي، بعد رفضه حتى أن يكون عضوا مؤسسا فيه، لم تغير من موقعه الدبلوماسي الشيء الكثير.
ما هي رهانات المغرب اليوم؟ هل يمكن أن يحل وينهي مشكلة احتلاله للصحراء بالقوة وأن ينهي مطالب الشعب الصحراوي بحقه في تقرير مصيره وأن تتخلى الأمم المتحدة عن قراراتها وعن تنظيم استفتاء يقرر الشعب الصحراوي بموجب نتائجه مصيره؟ من الصعب تصور ذلك. وهل رهانات المغرب هي تحريك القضية فقط، أم هو فاعل ثانوي في مخطط أكبر منه؟ مؤشرات كثيرة تدفع للاعتقاد في ذلك.
الواقع أنه ما عدا بعض «الإيديولوجيين» الذين يقللون من حق شعب في تقرير مصيره بسبب تعداده الديمغرافي، وهم مثل السيد المرزوقي، كانوا مدافعين عن حقوق الشعوب في الحرية، ثم تراهم يتفلسفون في من يحق له من الشعوب أن يطالب بحريته ومن لا يحق؟