حذرت المختصة في الصحة العمومية الدكتورة سهام لحرش من خطورة انتشار فيروس كورونا في المدارس بين أوساط التلاميذ، داعية إلى غلق المؤسسات التربوية لمدة شهر على الأقل لتفادي سيناريو كارثي، وتعويضها بتدريس التلاميذ عن بعد بصفة مؤقتة.
وأكدت الدكتورة لحرش في تصريح خصت به «الشعب ويكاند» أنه من الصعب أن يلتزم جميع التلاميذ بإجراءات الوقاية التي تتبعها إدارة المدارس خاصة صغار السن الذين يدرسون في الطور الابتدائي، موضحة أنهم يشكلون مصدرا لنقل العدوى إلى الأولياء والفئات الهشة الأكثر عرضة لمضاعفات الفيروس وهم الذين يعانون من ضعف المناعة وأمراض مزمنة خطيرة وكبار السن.
وقالت إن الوضع الوبائي الصعب في ظل تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات اليومية، يحتم على السلطات المعنية اللجوء إلى غلق المدارس بصفة مؤقتة للتقليل من خطر تفشي الفيروس بين التلاميذ وانتقاله إلى خارج المؤسسات التربوية، مشيرة إلى أهمية اعتماد الأساتذة لأسلوب التدريس عن بعد، باعتباره الحل الأنجع في الوقت الراهن لحماية العائلات من الاصابة بالمرض.
وأوضحت الدكتورة لحرش أنه لحد الآن لم يثبت أن الأطفال عرضة لحالات الإصابة الشديدة بكوفيد-19 مقارنة بالبالغين، ولكنهم يتسببون في نقل عدوى الفيروس إلى الآخرين، محذرة من إرسال الأولياء أبناءهم إلى المدارس بالرغم من إصابة البعض من أفراد العائلة بالفيروس أو ظهور أعراض الإصابة عليهم، قائلة إن الاستهتار بالوضع يهدّد سلامة الجميع.
وحسب محدثتنا فإن بعض المدارس بالجزائر العاصمة سجلت فيها إصابات مؤكدة بفيروس كورونا ورغم التصريح بها إلا أنه لم يتم لحد الآن اتخاذ قرار الغلق، وهو الأمر الخطير الذي يتطلب تدخل مديري المؤسسات التربوية وتوقيف الدراسة إذا اقتضى الأمر في المؤسسة التي سجل فيها حالات إصابة والعمل على تسيير كل مدرسة حسب الوضع السائد مع الصرامة في تطبيق البروتوكول الصحي لتفادي كارثة صحية.
وأوصت الطبيبة العامة الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات خفيفة قد تدل على الإصابة بفيروس كورونا وحتى إذا تعلق الأمر بالأنفلونزا الموسمية بضرورة تطبيق العزل الذاتي والابتعاد عن الآخرين لتجنب نقل العدوى إلى أفراد العائلة مع إجبارية ارتداء الكمامة والحفاظ على النظافة.
كما أكدت أن أخد الوباء منحى تصاعدي منذ أكثر من شهر راجع إلى زيادة نشاط الفيروس مع حلول موسم البرد، بالإضافة إلى تهاون المواطنين في الالتزام بقواعد الوقاية اللازمة داعية إلى توخي الحيطة والحذر من الإصابة بكورونا والفيروسات الأخرى التي يمكن أن تشكل مضاعفاتها خطرا على الفئات الهشة كالانفلونزا الموسمية وذلك عبر التقيد بشروط السلامة خاصة ما تعلق بتفادي الاكتظاظ واحترام مسافة التباعد الاجتماعي وارتداء القناع الواقي.
وفيما يخص إجراءات الحجر الصحي ترى الدكتورة لحرش أن الصرامة في تطبيق التعليمات الوقائية ستعطي نتائج فعالة في تقليص عدد الإصابات اليومية، مضيفة أن زيادة ساعات الحجر الجزئي الـمنزلي ابتداء من الساعة الثامنة مساء يساهم في تقليل عدد المتوافدين يوميا على المؤسسات الصحية والمستفشيات للقيام بفحوصات غير ضرورية خاصة وأن الأطباء المناوبين ليلا يستقبلون يوميا مرضى يتوهمون بظهور الأعراض عليهم بسبب كثرة المخاوف من الإصابة بالفيروس، مشيرة الى أن الحظر ا ليلا سيسمح بضمان التكفل الجيد للأشخاص المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا أو أمراض أخرى.