دعا رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور إلياس مرابط، أمس، بالجزائر، إلى فتح هياكل صحية تخصص حصريا لكوفيد-19 واستغلال هياكل أخرى خارج القطاع، مؤكدا على ضرورة «تدعيم» وسائل حماية مهنيي الصحة.
في مداخلة له على أمواج الإذاعة الوطنية، صرح مرابط يقول «يجب مراجعة كيفية التكفل بتطور هذا الوباء بشكل جدي من خلال فتح هياكل استشفائية توجه خصيصا لكوفيد-19. علما أن جميع الأقسام حاليا ممتلئة عن آخرها، سيما في العلاج المكثف حيث يصعب علينا الإبقاء على المرضى».
وبالاضافة إلى تخصيص هياكل صحية لمواجهة هذا الوباء، جدد المتدخل دعوته من أجل «استغلال الفضاءات الأخرى» خارج قطاع الصحة، على غرار قصر المعارض (سافكس) بالعاصمة، داعيا أيضا إلى تخصيص «أماكن حجر» للأشخاص المصابين قصد «عزلهم» عن باقي السكان وبالتالي «وضع حد لسلسلة انتقال العدوى».
كما أردف، «يمكننا المضي قدما في هذا الاتجاه طالما بحوزتنا الوسائل والوقت»، مذكرا بالتجارب الإيجابية التي خاضتها بعض البلدان الأجنبية في بداية ظهور هذه الجائحة العالمية.
ولدى تأكيده على أن هذا الإجراء من شأنه أن يضمن «في آن واحد الحجر بالنسبة لمستخدمي قطاع الصحة»، فقد أوضح المتحدث أن هذا الخيار قد يسمح أيضا بـ»التكفل بالحاجيات الأخرى في مجال العلاج وأن ارتفاع الاصابات بهذا الفيروس لم يتوقف».
كما أكد المتدخل، أنه «هناك تعليمة لتخصيص هياكل أخرى خارج المستشفيات، مثل العيادات متعددة الخدمات وتخصيصها للتكفل بهذا الوباء، وهذا غير كاف بسبب امتلاء هذه الهياكل وهو ما سيؤدي الى تعقيد عمل مهنيي الصحة وعرقلة المرضى».
وإذ تأسف «للإجراءات الناقصة التي لا تلبي بالشكل اللائق الحاجيات»، فقد ندد من جهة أخرى بـ»غياب مساعدة المواطنين» في مكافحة انتشار هذا الفيروس بسبب عدم احترام الإجراءات الاحترازية، داعيا هؤلاء إلى «التصريح» بإصابتهم المحتملة في الوسط الذي يعيشون فيه.
10 آلاف إصابة في صفوف الجيش الأبيض
في خضم حديثه عن وضع مهنيي قطاع الصحة أمام ارتفاع عدد الإصابات، وصف الدكتور مرابط هؤلاء «بالضحايا غير المباشرين» للوضع الراهن، كاشفا أن عدد الإصابات في صفوفهم قد تكون بلغت 10.000 إصابة.
وتابع بالقول، «لقد أحصينا منذ شهر بين 8.000 و8.500 إصابة في القطاعين العمومي والخاص وقد نكون بلغنا اليوم 10 آلاف حالة مؤكدة، من بينهم 136 وفاة، منهم 116 في سلك الممارسين الطبيين»، مضيفا أن السلك الطبي يواجه منذ 3 أسابيع «ضغطا متواصلا ورهيبا».
ونصح في هذا الشأن، بأن «تكون أولى الأمور تعزيز وسائل الحماية لفائدة ممارسي الصحة»، مشيرا إلى وجود «تراخٍ واضح على عديد المستويات بسبب تحسن الوضعية الوبائية حتى فما يتعلق «بحماية الجيش الأبيض».
ودعا في هذا الاتجاه، إلى «تشخيص الفيروس لدى السلك الطبي لتحديد الأشخاص المصابين ومنع حدوث إصابات أخرى في الوسطين المهني والعائلي»، مؤكدا أن المعالجين يشكلون «عاملا لنقل العدوى».
وبعد أن نصح بإجراء «تشخيص موجه» لباقي المواطنين، رافع السيد مرابط من أجل إشراك الضمان الاجتماعي في التكفل بفحوصات التشخيص، قبل أن يعرب عن أسفه إزاء ممارسات وأخلاقيات بعض «المخابر الخاصة».