طباعة هذه الصفحة

«إنزال بوليسي» وحصار لمنازل الشعب الصحراوي

الاحتلال المغربي يصعّد من حدّة القمع والترهيب

يتواصل التصعيد العسكري للاحتلال المغربي فوق الأراضي الصحراوية، حيث يتجه الوضع نحو التردي، خاصة على إثر سلسلة الأعمال الانتقامية التي يقترفها في حق المدنيين الصحراويين العزل بعد تطويق منازلهم بالحصار والقمع والترهيب.

أكدت المناضلة الحقوقية وعضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، مينا أباعلي، أن مدينة العيون المحتلة تعرف «إنزالا بوليسيا ومداهمات هستيرية» لبيوت الصحراويين بحثا عن شباب الانتفاضة بعد قرار جبهة البوليساريو نهاية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بعد خرقه من النظام المغربي.
وأوضحت المناضلة الحقوقية، أن قوات الاحتلال المغربي قامت بـ»عسكرة» مدينة العيون، موازاة مع العدوان على المدنيين الصحراويين العزل المعتصمين بالثغرة غير الشرعية في منطقة الكركرات، حيث تم «تطويق المنازل والتضييق على الصحراويين من خلال إنزال أمني بوليسي في كل الشوارع والأزقة والأحياء».

العودة إلى الكفاح

وقالت عضو الهيئة الصحراوية، إنه تم «رشق عدد من منازل المناضلين بالحجارة واقتحامها والعبث بمحتوياتها، كما يتم عمدا التفوة بالكلام النابي الذي يحط من الكرامة الإنسانية أمام هذه البيوت، مثل ما حدث مع المناضل السياسي المحكوم عليه بالإعدام من مجموعة إكديم إزيك، محمد باني، ومنزل المناضلة السياسية فاطمتو دهورا».
كما تم مداهمة منزل المناضل أحمد الكركار واختطاف ابنه، ومداهمة العديد من المنازل «بشكل هستيري» من طرف العشرات من رجال الأمن المغاربة بالزي المدني والرسمي، ناهيك عن العديد من سيارات الشرطة المركونة أمام بيوت المناضلين والمناضلات.
وأبرزت عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، أن الهدف من مداهمة البيوت وتفتيشها البحث عن شباب الانتفاضة بعد إعلان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب نهاية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بعد خرقه من النظام المغربي، والعودة إلى الكفاح المسلح، لإنهاء الاحتلال المغربي وإقامة دولة الجمهورية العربية الصحراوية على كامل الأراضي الصحراوية. وأعربت المناضلة الحقوقية عن أسفها لتقاعس الأمم المتحدة في تطبيق الشرعية الدولية و»تواطؤ فرنسا وإسبانيا مع نظام الاحتلال المغربي الذي يعيث فسادا في الصحراء الغربية».

إعتداءات خطيرة

يذكر أن وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية، أصدرت تنبيها إلى المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة بأعمال انتقامية ينفذها المغرب ضد الصحراويين في الأراضي المحتلة، شملت الحصار والقمع والترهيب، وذلك تزامنا مع خرقه لوقف إطلاق النار.
ووفق الوزارة، فقد تم توثيق اعتداءات خطيرة على المواطنين الصحراويين بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية التي تعيش اختناقا قمعيا متزايدا، مع استئناف العمل المسلح، مشيرة إلى أن عملية الاستهداف تجاوزت حدود التصعيد والقمع إلى فرض مزيد من الإجراءات التي تضيق الخناق على الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، مما يؤكد نية الاحتلال في ارتكاب أعمال انتقامية ضد الصحراويين في الأراضي المحتلة.

منظمات وشخصيات أمريكية ولاتينية تندد

هذا ومازالت ردود الفعل المستنكرة للاعتداء المغربي ضد المتظاهرين السلميين الصحراويين، تطالب بإنهاء الاحتلال المغربي وتندد بالانتهاك الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في مخطط التسوية الأممي الإفريقي. وتشدد على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم لهذه القضية في القريب العاجل، حيث نددت عشرات الجمعيات ولجان الصداقة والتضامن مع الشعب الصحراوي، منظمات اجتماعية وحقوقية، مسؤولين في القطاع الاجتماعي، سياسيين وأكاديميين من أمريكا اللاتينية والكاريبي، باعتداءات قوات الاحتلال المغربية ضد المتظاهرين السلميين الصحراويين أمام ثغرة الكركرات غير الشرعية، في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في مخطط التسوية الأممي الإفريقي.