ارتفع عدد الحاملين لفيروس كورونا المستجد إلى 16 بالمائة، والنسبة مرشحة للارتفاع أكثر، في حالة استمرار لامبالاة الأشخاص ورفض بعض المصابين به الإعلان عن ذلك، كما يوجد من يحملون « كوفيد ـ 19» بدون أعراض، وهي عوامل تبعث على القلق الكبير ـ حسب ـ ما صرح به لـ» الشعب» البروفسور رياض مهياوي عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة الفيروس.
عبر البروفيسور مهياوي عن قلقه الكبير من المنحنى التصاعدي لحالات الإصابة بـ»كوفيد ـ19»، ما يضع اللجنة في حالة حرج، نظرا للتساؤلات الكثيرة والملحة لمعرفة سبب الارتفاع في الأرقام، اجتازت بذلك عتبة 800 حالة يوميا، لترتفع معها حالات الوفيات.
الأشخاص الذين يخفون إصابتهم بالفيروس يمثلون خطرا كبيرا
أرجع مهياوي سبب هذا الارتفاع في عدد الحالات إلى حالة اللامبالاة والتراخي، بعد انخفاض الأرقام مع نهاية الصائفة، بالإضافة إلى الدخول الاجتماعي، وهناك عوامل أخرى تزيد من خطورة الوضع الصحي، تتمثل في الأشخاص المصابين والذين لا تظهر عليهم أعراض الوباء، فيمارسون حياتهم اليومية ويحتكون بأفراد عائلتهم، وأقاربهم، فينقلون الفيروس بدون أن يشعروا، ويتسببون في وفاتهم.
وهناك شريحة أخرى من الأشخاص الأخطر أضاف يقول، يعرفون أنهم مصابين، ويخفون ذلك عن محيطهم العائلي أو في العمل، وهذا ما جعل عدد الإصابات في تزايد مستمر، واعتبر ذلك « فخا»، ويخشى أن يزيد الوضع سوءا إذا ما استمرت حالة اللاوعي لبعض الأشخاص.
وفسر مهياوي الارتفاع الرهيب في حالات الإصابات بالإضافة إلى العوامل السابقة ذكرها، إلى ديناميكية الفيروس، مشيرا إلى أن العالم كله يعرف أرقاما رهيبة، معترفا أنه لحد الآن لا توجد المعلومات حول تطور كوفيد ـ 19.
وأفاد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، « هناك أمور نجهلها « ولذلك تبقى الوقاية السبيل الوحيد لكسر سلسلة الفيروس والتقليل من عدد الإصابات به، حتى الاختبار الكاشف لا يمكن أن يحصل عليه الجميع، وإنما حسب الطلب، بمعنى أن الشخص الذي تظهر عليه الأعراض يتم استعمال الكاشف للتأكد من إصابته.
باستور له قدرة كشف 3000 حالة يوميا
وفيما يتعلق بالاختبار الكاشف، أفاد البروفسور مهياوي أن معهد باستور يمكنه إجراء اختبارات كاشفة على 3000 حالة يوميا، ولحدّ الآن لم يصل إلى هذا العدد، مع الإشارة إلى أن الرقم الأخير لهذا الاختبار بلغ 800 اختبار، وذلك قبل تسجيل الأرقام المخيفة الأخيرة.
كما لفت إلى أن عدد الإصابات ارتفع من 5 و6 بالمائة إلى 16 بالمائة، وهي مرشحة للارتفاع أكثر بسبب الدخول الاجتماعي عموما والمدرسي وحتى الجامعي الذي أجل لمنتصف ديسمبر المقبل.
وأشار مهياوي في سياق كلامه إلى ضرورة الحديث عن حالات الشفاء التي تسجل يوميا، وقد تجاوزت أمس 400 حالة، حيث يتم مباشرة إدخال مكانهم أشخاص مصابين ليتم التكفل بهم حسب الإمكانيات المتاحة وطاقات الاستيعاب لكل مؤسسة استشفائية.
اللقاح ...ليس غدا
ويتعلق البروفسور أملا كبيرا في الاختبار الكاشف الجديد « انتي جينيك « الذي سيسمح بالحصول على نتائج في 15 دقيقة، ما يمكن من الحصول على حالات الإصابة في أقل وقت ممكن ليتم التكفل بها، كما يؤكد على ضرورة التحلي بالوعي والمسؤولية والالتزام حرفيا بالاجراءات الوقائية، لأنها طوق النجاة، ولأن اللقاحات ليست متوفرة، فالعديد من المخابر طوّرت لقاحا مضادا للفيروس، لكن لا أحد يعلم مدى فعاليته، والمضاعفات التي يمكن أن يسبّبها.