مع اختتام، منتدى الحوار الليبي في تونس، أمس، تكون الأزمة الليبية قد دخلت فصلا جديدا من فصول إنهاء الصراع، بعد اسبوع من المفاوضات المكثفة لإيجاد خارطة طريق نحو تسوية، وهو ما توج بشكل مبدئي المنتدى، الذي جمع 75 شخصية مثلت كل الفاعلين في المشهد الليبي.ولم تخلُ جلسات الحوار من نقاشات حادة تعلقت بأولويات المرحلة المقبلة، بدءا بتحديد 24 ديسمبر من العام القادم موعدا للانتخابات الرئاسية، ما أحدث شرخا في الشارع الليبي بين مؤيد ومعارض لهذه القرارات.
مع إسدال الستار على منتدى حوار تونس تكون الأزمة الليبية قد دخلت فصلا جديدا من فصول إنهاء الصراع، رغم أن كل المؤشرات لا توحي بانفراج قريب وتحولت الآمال السابقة لعقد اللقاء في الجارة تونس إلى محل شك وريبة لدى الشارع الليبي من نتائج الحوار الذي ظهرت عليه اختلافات جوهرية حول إطار الحكم، وإن كان هناك تفاؤل حذر لمستقبل البلاد بتنظيم الانتخابات الرئاسية.
سجلت أطراف الحوار تحفظا على طول الفترة الانتقالية، في حين لم يبحث المشاركون آليات إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، وهو أهم مطلب شعبي لإنهاء الأزمة السياسية، مقابل ذلك تمسكت به اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 المنعقدة في مدينة سرت الليبية.
انتخابات في يوم الاستقلال
قالت وليامز خلال مؤتمر صحفي إن «24 ديسمبر2021 هو يوم الاستقلال الليبي. وهو يوم رمزي، وسيكون يوما مهما جدا لليبيين، لكنه سيكون أيضا يوما حاسما في تاريخ ليبيا، لأنه سيكون وقتا ومناسبة يمكنهم فيه انتخاب قادتهم بشكل ديمقراطي وتجديد شرعية المؤسسات». وأكدت أن الأمم المتحدة ستعمل مع الليبيين «للحصول على حق الاقتراع الكامل، بما في ذلك قدرة أولئك الذين شردوا من ديارهم، ليتمكنوا من التصويت ولضمان الظروف الأمنية اللازمة؛ وكذلك التمكين الكامل للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وهي الهيئة الوطنية المكلفة بإجراء الانتخابات».
إخراج المرتزقة .. التحدي الأكبر
في مقابل تغييب حوار تونس لقضية خروج القوات الأجنبية، بحثت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 المنعقدة في مدينة سرت آليات إخراج المرتزقة وتأمين المواطنين من خلال فسح المجال في الجهة الغربية والشرقية لخروج كل المرتزقة والقوات الأجنبية. وهو ما أشادت به البعثة الأممية وعبرت عن ارتياحها لما توصلت إلية اللجنة العسكرية المشتركة في ختام اجتماعاتها. وقالت « وليامز « إن محادثات اللجنة العسكرية المشتركة لقيت ردود فعل إيجابية حقا في ليبيا ولا سيما العمل الذي يقومون به لإعادة فتح الطرق، واستئناف الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد وكذلك استئناف النفط بالكامل؛ وهذه ثمرة مباشرة للتفاعل في اللجنة العسكرية المشتركة والخطوات الحقيقية الملموسة.
غياب إرادة إنهاء النزاع
أوضح الناطق الرسمي باسم حراك «همة شباب» الليبي أحمد أبو عرقوب لـ «الشعب»، أمس، أنه ليس لدى القوى السياسية الليبية الرغبة في الوصول إلى حل سياسي يُنهي الصراع القائم على السلطة، والإبقاء على خيار الاحتكام إلى السلاح مرة أخرى في حال رأى أحد الأطراف عدم حصوله على ما يطمح إليه من مكاسب سياسية من خلال العملية التفاوضية مع الطرف الآخر.
وأشار أبو عرقوب أن الحوار السياسي غير مبني على الثقة التي من المفترض أن تكون نابعة من الثوابت الوطنية الهادفة إلى استعادة السيادة الوطنية وتوحيد الدولة ومؤسساتها ورفع المعاناة عن المواطن، وإنما مبني علي تقاسم السلطة بين لوبيات بعضها جهوية وأٓخرى حزبية وأخرى عابرة للحدود. وقال إن كل هذه اللوبيات تسعي إلى أن تُمثل في المجلس الرئاسي والسلطة التنفيذية بالصورة التي تُرضيها وهذا ما يجعلهم في خلاف دائم وفقاً لمبدء تعارض المصالح.
الحوار لن يصل إلى تفاهمات جديدة
وعن مستقبل الحوار في تونس ونتائجه، أشار إلى أن الحوار السياسي لن يصل إلى تفاهمات جديدة، وذلك بسبب تركيبة أعضاء لجنة الحوار التي راهنت عليها البعثة الأممية والتي تضم شخصيات غير مرغوب فيها وبعضها متهمة بالفساد وشخصيات أخرى مرتبطة بأجهزة مخابرات أجنبية كما قال وأيضاً بسبب عدم وضوح بعض المواد التي يتم مناقشتها داخل أروقة الحوار السياسي على غرار عدم وضوح دور كل من مجلس النواب ومجلس الدولة في المرحلة القادمة، من سيقوم بإجراء التعديلات علي الإعلان الدستوري لتضمين الاتفاق السياسي. وأيضاً محاولة البعثة انشاء جسم تشريعي جديد تابع لها والمتمثل في أعضاء لجنة الـ ( 75 ) المشاركة في الحوار السياسي الحالي. واعتبر الناطق الرسمي باسم شباب همة حراك الذي قاد في وقت سابق مسيرات شعبية مناهضة للوضع السياسي والاقتصادي. أن كل هذه الألغام إن لم تكن لدينا خارطة طريق واضحة المعالم ومحددة الخطوات فإننا سوف نرجع إلى المربع الأول والاحتكام إلى السلاح ويبقى الخاسر الوحيد في هذا الصراع هو الشعب الليبي. وانتقد أبو عرقوب البعثة الأممية للدعم في ليبيا وقال إنها سعت لإدارة الأزمة من باب مراعاة مصالح الدول المتدخلة في الشأن الليبي ومحاولة خلق توازنات بين جميع الأطراف، لا من باب مراعاة المطالب الشعبية المتمثلة في إنهاء المراحل الانتقالية وقيام الدولة الوطنية.
أسلوب مغالبة في حوار تونس
من جهته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي اليبي عبد العزيز الرواف، أن البعثة الأممية قفزت على كل المراحل، وتجاوزت كل الصعاب، وفرضت على المتحاورين، القبول بالانتخابات، بعد سنة، قائلا» حتى وأننا نثق تماما بأن لا مخرجات جيدة، ستأتي عبر أي انتخابات من هنا حتى 100 سنة، لكن سنتفق جدلا وبأن الانتخابات هي الحل.
وانتقد المتحدث دور البعثة الأممية الداعم لأطراف على حساب أخرى.