أكد الدكتور أمحمد كواش، أن الوضعية الوبائية التي تعيشها الجزائر زادت من مخاوف مرضى السكري، لتجنب المضاعفات التي من شأنها التأثير على نظام مناعتهم حتى لا يقعون فريسة سهلة لفيروس كورونا، معتبرا الوقاية أهم خطوة لتفادي الإصابة بالعدوى.
قال الدكتور أمحمد كواش في اتصال مع» الشعب»، إن انتشار داء السكري في كل المجتمعات لم يعد مقتصرا على الدول الغنية، ولا على الكبار فقط وحتى شريحة الأطفال لم تسلم منه، حيث أضحى مرض العصر تحتفل المنظمة العالمية للصحة به كل سنة في 14 نوفمبر، معتبرا داء السكري مرضا غير خطير، بشرط ضمان توازن السكر في الدم واستقراره من خلال الحمية السليمة والمراقبة الطبية المستمرة والحركة وتجنب العصبية والقلق. لذلك، يجب التعامل معه بحذر، خاصة على ضوء الجائحة العالمية التي تعيشها الجزائر، على غرار باقي دول العالم، بغية تجنب المضاعفات التي من شأنها التأثير على نظام المناعة، لعل أهمها نزلات البرد الشديدة، أمراض القلب والكلى والتهاب المفاصل وكذا انعكاسات على الرؤية وتعفنات موضعية جلدية.
وأوضح كواش، أن عدم توازن واستقرار السكر في الدم يقلل من نسبة الشفاء من الأمراض المختلفة، ويساعد على تكاثر البكتيريا والفيروسات، ما يشكل خطرا حقيقيا في الوضع الوبائي الذي تعيشه الجزائر، على اعتبار ان كوفيد-19 من الفيروسات، فالجمع بين مرض السكري غير المتوازن يزيد من خطورة وعدوانية فيروس كوفيد-19، حيث يقلل من نسبة التعافي أو من سرعة استجابة الجسم للبروتوكول العلاجي.
في ذات السياق، كشف كواش أن سبل الوقاية من كوفيد-19 لدى مريض السكري هي نفسها بالنسبة للأشخاص العاديين، فهو ملزم بارتداء القناع الواقي، احترام التباعد الاجتماعي وكذا التعقيم، مع ضرورة الحفاظ على توازن السكر في الدم، وإجبارية أخذه لقاح الأنفلونزا الموسمية، ما يقلل نسبة إصابته بالأمراض المعروضة في فصل الشتاء، خاصة تلك المتعلقة بالتهاب الجهاز التنفسي.
وكذب في هذا الصدد، ما تتناقله بعض مواقع التواصل الاجتماعي في كون 1 من 10 من عدد المصابين بفيروس كورونا يعاني السكري، مؤكدا أن التخوف الموجود هو الإصابة بكوفيد-19 نتيجة الوسواس القهري الذي يتسبب في الإصابة بداء السكري أو السكتة القلبية، خاصة في الدول المتقدمة.
في سياق متصل، أشار الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري، إلى الجهود العديدة التي بُذلت للوقاية من مرض السكري وعلاجه، رغم الارتفاع المستمر لعدد المصابين بهذا الداء، حيث يزداد بسرعة أكبر في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وهي البلدان الأقل تزودا بأدوات التشخيص والأدوية والمعرفة الجيدة التي تمكنها من توفير العلاج المنقذ للحياة.
وأكد الأمين العام أن جائحة كوفيد-19 جلبت ألما إضافيا لهؤلاء المرضى، حيث قال «إذ يكابد الكثيرون ممن يحتاجون إلى رعاية وعلاج منتظمين لمرض السكري للحصول على تلك الرعاية»، والمصابون بمرض السكري، بحسبه، معرضون بدرجة أكبر للإصابة بالأمراض الحادة والوفاة بالجائحة العالمية كوفيد-19.
يذكر، أن الأمم المتحدة اختارت هذه السنة شعار «الممرضات، الممرضون ومرض السكري» لليوم العالمي لداء السكري، بهدف زيادة الوعي حول الدور الأساسي الذي يقوم به أعوان التمريض لدعم المصابين بداء السكري.