غالي يراسل غوتيريش ويطالبه بتحمّل مسؤوليته
يبدو أن طبول الحرب بدأت تقرع في الصحراء الغربية معلنة عن مواجهة وشيكة يصرّ الإحتلال المغربي على فرضها على الصحراويين لا لذنب إلا لأنّهم خرجوا، منذ ثلاثة أسابيع، في احتجاجات سلمية للتعبير عن رفضهم للثغرة التي أقامها المغرب بشكل غير قانوني في الجدار العازل بمنطقة الكركرات.
في الساعات الأولى من فجر أمس، أقدمت دولة الإحتلال المغربي على الإعلان نهائيا عن نسف وقف إطلاق النار الموقع في 6 سبتمبر 1991 بينها وبين البوليساريو وذلك بإقحامها مجموعة من البلطجية بزي مدني في هجوم على المدنيين الصحراويين المحتجين سلميا أمام ثغرة الكركرات غير القانونية، وفي نفس الوقت أقدمت على ما هو أخطر وذلك بتجاوز قواتها المسلحة جدار الذل والعار قرب الثغرة من أجل الالتفاف على المنطقة وتطويقها.
هذا الفعل الدنيء واليائس الذي يجري أمام أنظار بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، « المينورسو « التي تكتفي بالتفرّج على اعتداءات وخروقات الاحتلال دون أن تحرّك ساكنا، والذي ردّ عليه الجيش الصحراوي بقوّة، هو إعلان حرب حقيقية على الشعب الصحراوي الذي حقّق في السنوات الأخيرة العديد من الانتصارات الدبلوماسية والسياسية، التي يبدو بأنّها أقلقت المغرب وجعلته يتخبّط ويصعّد من عدوانه مستفيدا من تواطؤ العديد من الدول التي تحمي ظهره في مؤسسات الأمم المتحدة وتمدّه بالماء والصّابون لتنظيف أيديه من الجرائم التي يرتكبها في حقّ الصحراويين المتمسّكين بتقرير المصير الذي تكفله القرارات والمواثيق الدولية.
غالي يراسل غوتيريس
أرسل الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، رسالة مستعجلة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والرئيسة الدورية لمجلس الأمن، السفيرة إنقا روندا كينغ، الممثلة الدائمة لسانت فنسنت وجزر غرينادين لدى الأمم المتحدة، ندّد فيها، بتداعيات الهجوم العدواني الذي شنته القوات المغربية على المدنيين الصحراويين العزل الذين كانوا يتظاهرون سلمياً في منطقة الكركرات بجنوب غرب الصحراء الغربية.
وعبّر الرئيس الصحراوي في الرسالة عن بالغ قلقه إثر الهجوم الوحشي الذي أقدمت عليه، قوات الاحتلال المغربي، فجر الجمعة، والذي طال المتظاهرين السلميين الصحراويين العزل، جنوب غرب الصحراء الغربية، واصفا العملية العسكرية بالعمل العدواني وانتهاك صارخ لوقف إطلاق النار الذي ينبغي على الأمم المتحدة ومجلس الأمن إدانته بأقوى عبارات الإدانة.
وأضاف غالي في الرسالة المستعجلة، أن هذا الهجوم السافر الذي قامت به قوات الاحتلال المغربي، كان «سببا لاشتباك القوات العسكرية لجبهة البوليساريو مع قوات العدو المغربي، دفاعاً عن النفس ولحماية المدنيين العزل».
وحمّل الرئيس الصحراوي الاحتلال المغربي المسؤولية الكاملة عن عواقب عمليتها العسكرية، داعيا الأمم المتحدة إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذا العدوان على الجمهورية الصحراوية، أرضا وشعبا.
خرق لكل الاتفاقيات
ردّا على التّطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الكركرات، أكّد سفير الجمهورية العربية الصحراوية في الجزائر، عبد القادر طالب عمر، أمس أن « الاعتداء الوحشي» لقوات الاحتلال المغربي على المدنيين الصحراويين المتواجدين في منطقة الكركرات، خرق لكل الاتفاقيات، مشيرا إلى أن الصراع دخل «مرحلة جديدة».
وأوضح عبد القادر طالب عمر أن « الاحتلال المغربي فتح ثلاث ثغرات جديدة في جدار الذل والعار المغربي، وقام بالاعتداء على المدنيين العزل في خرق سافر لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أجبر الجيش الصحراوي على الردّ لحماية المدنيين العزل».
وأضاف الدبلوماسي الصحراوي، أن هذا « الاعتداء الوحشي» وضع نهاية لوقف إطلاق النار، وكل الاتفاقيات الموقعة، لنعود إلى المربع الأول»، مشيرا إلى أن « الصراع دخل مرحلة جديدة وأصبح مفتوحا على كل الاحتمالات».
ولفت السفير، إلى أن «الهجوم المغربي على المدنيين الصحراويين لم يكن مفاجئا، بل نبّهنا إلى التعزيزات العسكرية المغربية بالقرب من الثغرة غير القانونية بالكركرات، وحذرنا من العواقب الوخيمة لأي اعتداء على المعتصمين المدنيين «.
ثلاث ثغرات إضافية في جدار العار
وتعتزم السلطات الصحراوية، إطلاع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والاتحاد الافريقي، على حيثيات فتح ثلاث ثغرات غير شرعية بجدار الذل والعار المغربي، والهجوم على المدنيين العزل، لإعطائهم الصورة الحقيقية وليكون المجتمع الدولي على بينة حول ما جرى».
وقامت قوات الاحتلال المغربي بفتح ثلاث ثغرات جديدة في جدار العار، شرق الثغرة غير الشرعية في الكركرات، لمهاجمة المتظاهرين السلميين الصحراويين المعتصمين بالكركرات، في خرق سافر لوقف إطلاق النار، وقامت قوات من جيش التحرير الشعبي الصحراوي بالرد المناسب على هذا الاعتداء. كما أفادت وسائل إعلام صحراوية بوقوع تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، مضيفة أن قوات الجيش الصحراوي عملت على تأمين المنطقة وذلك بإخلائها من المدنيين العزل.
البوليساريو تدعو للوقوف ضدّ العدوان
كما دعت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كافة أفراد الشعب الصحراوي إلى الوقوف وقفة رجل واحد بالحزم المطلوب والشجاعة المعهودة ردا على العدوان الغاشم، واستكمال تحرير الوطن المحتل بكل ما يقتضي ذلك من تضحيات وعطاء على طريق الشهداء الأمجد.