أكد الأمين العام لوزارة الموارد المائية، زيدان مراح، أن برنامج الشراكة مع الاتحاد الأوروبي يشهد تطورات كبيرة بفضل برامج التعاون المختلفة، خاصة في مجال التكوين ونقل الخبرات للجانب الجزائري. وأكد بالقول، “إن ما يهمنا أكثر في هذه الشراكة هو نقل المعرفة والخبرات التقنية لمساعدة الإطارات الجزائرية على اكتساب مزيد من التجربة في تسيير قطاع حساس واستراتيجي للجزائر ألا وهو قطاع المياه”.
عرض الأمين العام لوزارة الموارد المائية من بومرداس، خلال إشرافه، رفقة سفير الاتحاد الأوروبي بالجزائر، على تسليم شهادات للمكونين بمركز التكوين لمهن التطهير التابع للديوان الوطني للتطهير، أهم التصورات المستقبلية للاستراتيجية التي سطرتها الجزائر، بالتعاون مع الاتحاد الأوربي، لترقية قطاع الموارد المائية ومعالجة المياه المستعملة انطلاقا من برنامج دعم قطاع المياه والتطهير المعروف اختصارا “أو2”، الذي يعتبر المشروع الثاني في البرنامج بعد مشروع “أو1” الخاص بمياه الشرب، في انتظار الوصول إلى المرحلة الثالثة من البرنامج “أو3” الخاص بمجال سقي الأراضي الفلاحية، انطلاقا من محطات معالجة المياه المستعملة.
كما أكد بالمناسبة، أن نسبة إعادة استعمال مياه التطهير في مجال سقي الأراضي الفلاحية قد شهد تطورا معتبرا في الجزائر، حيث من المنتظر أن يقفز من 250 مليون متر مكعب حاليا إلى 850 مليون متر مكعب نهاية سنة 2014 وهذا من أصل 650 مليون متر مكعب تتم معالجتها سنويا، مقدما أمثلة عن ولاية تلمسان حيث يتم حاليا سقي 900 هكتار من الأراضي الفلاحية، مع وجود مشروع ثانٍ بوهران لسقي 6 آلاف هكتار من محطات معالجة المياه المستعملة، في انتظار مشاريع المخطط 2015 / 2019.
ولدى رده على سؤال “الشعب” حول أهم أسس الشراكة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، قال الأمين العام للوزارة، إن نقل الخبرات وتجارب دول الاتحاد الاوروبي من أولويات المرحلة القادمة، بالنظر إلى أهميتها الاستراتيجية للجزائر، إضافة إلى مجال التكوين المتخصص. وهنا كشف ممثل وزارة الموارد المائية عن مشروع لإنجاز مركز متخصص في التكوين، من المحتمل أن يكون في بومرداس، وقد اعتبره فريدا من نوعه على المستوى القاري، وهي الفكرة التي دعمها والي ولاية بومرداس الذي أكد أن مشكل الأرضية قد تم تجاوزه في انتظار قرار الوزارة.
السفير مارك سكولي: محاربة التلوث أولوية
كشف سفير الاتحاد الأوروبي بالجزائر، مارك سكولي، خلال الندوة، أن الجزائر أظهرت إرادة كبيرة وانخرطت بقوة في هذه الشراكة الأوروبية الخاصة بالبرنامج في مشاريعه الثلاثة، انطلاقا من النظرة المستقبلية للجزائر وطريقة تسييرها للموارد المائية وكيفية الحفاظ عليها واستغلالها بعقلانية بسبب التغيرات المناخية التي تشهدها منطقة البحر المتوسط. وقال سفير الاتحاد الاوروربي، إن أكبر تحدي هو العمل على توسيع المشاريع الخاصة بقطاع المياه والمعالجة التقنية للمياه المستعملة وإنشاء مزيد من المخابر الحديثة لمواجهة الأخطار المستقبلية التي تهدد قطاع البيئة ومحاربة مختلف الأمراض المتنقلة الناجمة عن تلوث المياه، ومضاعفة الجهود لاستغلال هذا المورد الهام في مجال السقي الفلاحي، داعيا في الأخير كافة الهيئات المتخصصة وفعاليات المجتمع المدني إلى التعاون المثمر وتبادل الخبرات مع الاتحاد الأوروبي الذي أخذ على عاتقه - يقول السفير - مهمة مرافقة البرنامج على المدى الطويل وتقديم الدعم الكامل لإنجاحه في الميدان، انطلاقا من الاتفاقيات المبرمة واللقاءات التي ستجمع الطرفين في إطار مبادرة 5+5 التي ستعقد لقاء بوهران بتاريخ 26 جوان القادم.
برنامج “أو2” المشترك بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، قد تم إطلاقه شهر جويلية سنة 2011، لمدة أربع سنوات، تكون مهمته الأساسية وضع تصورات مستقبلية لتجاوز الجزائر وبصفة نهائية لإشكالية أزمة المياه، بإشراك كافة الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، باعتبار أن الجزائر سيكون لها تأثير كبير في محيطها القريب والبعيد، كما تم بالمناسبة توزيع جوائز على 20 مكونا بمركز التكوين لبومرداس كان من ثمرات هذا التعاون.