أكد الأمين العام للنقابة الوطنية لبيولوجيي الصحة العمومية الدكتور يوسف بوجلال، أن الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها السلطات العمومية، بتشكيل «مخزون من المواد الأولية والمصنعة محليا» لضمان تموين السوق الوطنية بالأدوية المخصصة لعلاج كوفيد-19، مكن الجزائر من عدم الوقوع في الأسوإ، غير أنه رمى بالكرة في مرمى المواطن وحمله مسؤولية كبح انتشار الفيروس التاجي، عن طريق رفع درجة وعيه واحترامه الصارم للبروتوكول الصحي.
قال الدكتور بوجلال في تصريح لـ «الشعب»، إن «تنبؤ وزارة الصناعة الصيدلانية بوقوع الموجة الثانية لجائحة كورونا وتوفيرها مخزون من الأدوية «كالكلوروكين»، وأجهزة الكشف عن الفيروس والفيتامينات، جنب الجزائر الوقوع في معاناة المرحلة الأولى، حين شهدت نقصا في العلاجات المناسبة، موضحا أن «المشكل الوحيد المسجل تشبع الأسرة بالمستشفيات وهذا لديه علاقة مباشرة بوعي المواطن وحماية نفسه وعائلته، على الأقل لتخفيض الذروة، رغم أننا لم نصل إليها بعد».
واسترسل قائلا: الكرة في ملعب المواطن الجزائري وعليه أن يحمي نفسه لفترة تمنع على الأقل وقوع اكتظاظ بالمستشفيات، بحيث لا نصل إلى 600 مريض في وقت واحد، لأن قدرة استيعاب المستشفيات الجزائرية صغيرة، فيوم الخميس فقط سجلنا 400 تحليل في يوم واحد، وهو رقم مرتفع، أكثر من 50 بالمائة حالات إيجابية، وما عمق الأزمة عدم استفادة الأطقم الطبية من أيام راحة بعد الموجة الأولى، جعلها تتعرض إلى إرهاق كبير.
وفي رأي أمين عام بيولوجيي الصحة العمومية، «يتحمل المواطن الجزائري وحده مسؤولية كبح انتشار فيروس كورونا، أو توسيع انتشاره، عن طريق وعيه واحترامه للبروتوكول الصحي الموصى به من طرف المختصين والسلطات الوصية». وعلى أصحاب المناعة القوية –يضيف- «أن يأخذوا بعين الاعتبار كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لأن تأثير كوفيد-19 سيكون قويا على هذه الفئة، ويمكن أن تستمر آثارها الجانبية لفترة طويلة تدوم عدة أشهر»، مشيرا إلى وجود حالات استمرت معها آثار جانبية كالسعال، وتصبب العرق، التعب، لمدة شهرين، لذلك لا يجب أن يتعامل المواطن بأنانية مع هذه الفئة، وكل شخص عليه «أن يفكر في أهله وأقاربه ويتخذ الاحتياطات الواجبة، فكمامة بـ50 دج جزائري أفضل من 20 ألف دينار جزائري بين سكانير والأدوية».
وتوقع الدكتور بوجلال ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، في الفترة الممتدة من أواخر نوفمبر حتى شهر ديسمبر، حيث تسجل ذروة موسم الأنفلونزا ويقابله ارتفاع في عدد المصابين بفيروس كورونا، وبسبب عدة عوامل، من بينها أن الفيروسات التاجية التي تنتمي إلى فيروس كورونا تعتبر نوعا من الأنفلونزا، ناهيك عن انخفاض درجة الحرارة التي تساهم في بقاء الفيروس في الوسط الخارجي لفترة أطول، وتغير الروتين اليومي للمواطن الجزائري، خاصة بالنسبة للنظام الغذائي، ونظام هذا الفصل ليس صحيا مقارنة بالنظام المعتمد في موسم الصيف، حيث يتنوع بين السلطات والفواكه، وهذه تساعد على تقوية المناعة، بالإضافة إلى الفيروسات الأخرى المرافقة لفيروس كورونا التي تخفض مناعة الجسم، ما يشجع على انتشار الفيروس.
ويبقى حل وحيد أمام المواطن، لتجنب الإصابة ونقلها لآخرين، عن طريق حماية نفسه وعائلته باستعمال الكمامات، التباعد الجسدي، التطهير، وغسل اليدين بصفة دورية، وتقوية الجهاز المناعي بكل الوسائل الممكنة من أغذية ونظام الغذائي.
في هذا السياق، أوصى الدكتور بوجلال باستعمال المكملات الغذائية الطبيعية الموجودة في النظام الغذائي من فواكه وخضر، منبها أن أفضل مصدر للفيتامين (س) ليس البرتقال كما يعرفه الجميع، بل الفلفل الحار، وهذا يمكن استعماله طواعية في النظام الغذائي، بالإضافة إلى النوم الكافي والابتعاد عن القلق والتوتر، وهذه تحسن بدرجة كبيرة مناعة الجسم، أما المكملات الغذائية يجب أن تأخذ باستشارة الطبيب، بحيث تكون بجرعات علاجية وليس عشوائية، أو تستعمل لمدة طويلة، لأنها ستفقد قدرتها ويدخل الجسم في حالة ضمور بعد التعود عليها.