سجلت صادرات الصين نموا قويا مجددا الشهر الماضي في تحسن يأتي على خلفية انتعاش الاستهلاك لدى أبرز شركائها التجاريين، وفق ما أظهرت بيانات رسمية أول أمس.
وفقا لموقع «الفرنسية»، سجل نمو الواردات ضعفا ملموسا بعد ارتفاع كبير خلال شهر سبتمبر، في وقت توقع فيه المحللون بأن يؤثر تراجع قيمتها في الأرقام الرئيسة.
وبلغ الحجم الإجمالي لواردات وصادرات الصين أقل بقليل من 416 مليار دولار الشهر الماضي، بانخفاض طفيف بلغ 6 في المائة مقارنة بشهر سبتمبر.
وأصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدر لواردات الخدمات للصين، حيث أسهمت بأكبر قدر في عجز الصين في تجارة الخدمات في 2019، وفقا لوزارة التجارة الصينية.
وبلغت واردات الخدمات الصينية من الولايات المتحدة 257.45 مليار دولار منذ المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني في 2017، حسبما ذكرت الوزارة، في تقرير صدر على هامش معرض الصين الدولي الثالث للواردات المقام حاليا. وقال التقرير، إن السمة المميزة للتعاون الصيني - الأمريكي في تجارة الخدمات هي إفادة للطرفين، مشيرا إلى أن الشركات الأمريكية لعبت دورا نشطا في تنمية تجارة الخدمات في الصين.
وفي الوقت نفسه، لبت واردات الخدمات الصينية بشكل كبير احتياجات مصدري الخدمات الأمريكيين، الذين حققوا أرباحا وعائدات كبيرة، ما عزز تنمية الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة أثرت بشكل كبير في استيراد الصين للخدمات من الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات من الوزارة أن واردات الخدمات الصينية من الولايات المتحدة تراجعت في 2019 نحو4 في المائة، على أساس سنوي، لتصل إلى 83.47 مليار دولار، وهو ما يمثل 16.6 في المائة، من إجمالي واردات الخدمات الصينية. وتراجعت التجارة مع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، حيث تقلصت الصادرات 7 في المائة على أساس سنوي، بينما زادت الواردات المتواضعة بنسبة بلغت 8.4 في المائة فقط.
وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت بدول العالم جراء وباء كوفيد- 19 الذي بدأ من الصين أساسا، سجلت ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم أداء أفضل من المتوقع، بفضل الشحنات المرتبطة بقطاع الصحة.
وارتفعت الصادرات 11.4 في المائة في أكتوبر مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وفق ما أظهرت بيانات جمركية. وهذه النسبة أفضل من 8.9 في المائة توقعها خبراء اقتصاد استطلعت وكالة «بلومبيرغ» آراءهم.
وهذه الوتيرة هي الأسرع منذ مارس العام الماضي، ما يعزّز تعافي الصين اقتصاديا في أعقاب تدابير إغلاق هذا العام للحد من تفشي كوفيد-19. وفي الأثناء، نمت الواردات 4.7 في المائة أي أقل من 8.8 في المائة كانت متوقعة مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.
وأفادت إدارة الجمارك، أن صادرات الصين من المنتجات الآلية والإلكترونية ازدادت في الأشهر العشرة الأولى كما كان الحال بالنسبة لصادراتها من الأقمشة بما فيها الكمامات التي ازدادت 35 في المائة عن العام السابق.
وقال تومي شيه، مسؤول الأبحاث المرتبطة بـ»الصين العظمى» لدى مصرف «أوسي بي سي» في تصريحات صحافية، إن المحرك الأساسي لصادرات تشرين الأول (أكتوبر) كان الشحنات إلى الولايات المتحدة.