بعد أن أخذ وباء كورونا منحنى تصاعديا في الجزائر، مسجلا أعلى حصيلة يومية فاقت 600 حالة في الفترة الأخيرة، وسط تزايد المخاوف من موجة ثانية، قد تكون أخطر من الأولى، أجاب المسؤول الأول عن قطاع الصحة عبد الرحمان بن بوزيد عن التساؤلات المطروحة حول حقيقة الوضع الوبائي الحالي وإمكانية اللجوء إلى فرض حجر صحي شامل في الولايات الأكثر تضررا بالفيروس.
اعترف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، خلال ندوة صحفية نظمت بمقر الوزارة، أول أمس، بأن الوضع الوبائي مقلق وأن الجزائر تعيش موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا، محذرا المواطنين من التهاون في الالتزام بإجراءات الوقاية، خاصة ما تعلق بارتداء الكمامة التي تساهم في حماية الأشخاص من الإصابة بالفيروس بنسبة عالية.
وأوضح بن بوزيد، أن الأرقام اليومية المسجلة مقلقة جدا وعدم التقيد بالتعليمات الوقائية في الأيام القادمة، خطر يهدد سلامة المواطنين، لأن المستقبل قد يكون أكثر خطورة، كاشفا عن استئناف الزيارات الميدانية للوقوف على الوضع الوبائي في كل ولاية، مع العودة الى التحقيقات الوبائية في المناطق الموبوءة.
وأضاف في ذات السياق قائلا: «نحن في حرب مع عدو خفي يصيب جميع الفئات من مختلف الأعمار وهو فيروس عالمي ولا توجد أية معلومات دقيقة وصحيحة حوله إلى حد الآن، الأمر الذي يحتم على الجميع اتخاذ الاحتياطات والتقيد بتوصيات اللجنة العلمية لرصد ومتابعة كورونا».
فرض إجراءات صارمة أمر غير مستبعد
لم يستبعد وزير الصحة إمكانية اتخاد إجراءات أكثر صرامة في الأيام القادمة كبقية الدول، خاصة في حال استمر هذا الوضع المقلق والخطير، مشيرا الى أن الأولوية لضمان سلامة المواطنين أينما كانوا ولن يسمح لخطر الفيروس أن يدخل الجامعات ويهدد الطلبة، ولكن -على حد قوله -لا توجد أية إجراءات الآن وتبقى قرارات سيادية.
وحذر المواطنين من عدم تحمل مسؤولية اتباع القواعد الوقائية التي تعد السلاح الوحيد لمحاربة الفيروس الخطير، والذي يتحول ويتغير ومن الصعب التحكم فيه، لأنه غير معروف، بالإضافة الى عدم التوصل الى حد الآن لاكتشاف اللقاح المضاد للفيروس، قائلا إن عقوبات ستطبق في حق المخالفين وغير الملتزمين بإجراءات الوقاية.
هذا هو سبب نقص الأكسجين في جيجل
أرجع وزير الصحة ما يحدث في مستشفيات جيجل، من نقص في مادة الأكسجين، إلى تعمّد بعض الأشخاص ترك الأنابيب مفتوحة، متوعدا المتسببين في هذه الكارثة بفرض عقوبات صارمة في حق الذين دخلوا المستشفيات، مؤكدا أن الوزارة تملك جميع الأدلة من صور وفيديوهات تثبت هذه الأفعال الخطيرة.
في ذات السياق، وعد بن بوزيد بتوفير جميع الوسائل الضرورية التي تمكن الأطقم الطبية من التكفل بالمرضى على مستوى جيجل، مع السهر على المتابعة اليومية للحالة الوبائية في الولاية.
الجزائر ستقتني رفقة 170 دولة اللقاح بأقل تكلفة
طمأن المسؤول الأول عن قطاع الصحة، أن الجزائر ستكون ضمن الدول 170 التي أمضت اتفاقية لاقتناء اللقاح المضاد لكورونا بمجرد توفره في الأسواق العالمية وبأقل تكلفة، موضحا أنه الى حد الآن لا يوجد لقاح متوفر ولكن 198مخبر عبر العالم يحاولون إنتاجه في أقرب وقت، منها 10 مخابر في المرحلة الثالثة.
المنظومة الصحية نجحت في مواجهة الوباء
أكد بن بوزيد أن المنظومة الصحية لم تفشل في مواجهة الوباء وإنما حققت نجاحا هاما، رغم أنها لم تحضر مسبقا لمكافحة الفيروس الذي تسلل إلى الجزائر من خلال المغتربين، موضحا أنه في حال لم تتصدّ بقوة وشجاعة لهذا الفيروس لكانت الأمور قد خرجت على السيطرة كبلدان أخرى.
وفيما يخص الأنفلونزا الموسمية، أكد أن اللقاح متوفر وسيكفي لجميع المواطنين والأولوية للأكثر عرضة لمضاعفاتها الخطيرة، مشيرا الى أن استيراد اللقاح سيكون تدريجيا وحسب الطلب ولن يحدد برقم معين، نظرا لعدد اللقاحات التي لم تستعمل العام الماضي بعد جلب مليونين و500 جرعة.