كشفت الأخصائية النفسانية العيادية بسراي فاطمة الزهراء بمركز الصحة النفسية والعقلية بالعيادة المتعددة الخدمات « العقيد لطفي 02 « التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية الصديقية، عن وجود حالات اضطراب نفسية لها علاقة بموجة الوباء المستجد كوفيد 19، مشيرة إلى استقبال المصلحة ما معدله ثلاث إلى أربع حالات يوميا أغلبها من النساء.
صنفت المختصة النفسانية هذه الحالات في مرحلتين، فالأولى بدأت من لحظة ظهور الوباء وتفشيه بالجزائر، إذ كانت نسبة الخوف كبيرة من الإصابة بهذا الفيروس الذي لا يعرف عنه الكثير، خاصة أنه قاتل، ولا يوجد له لقاح إلى حد الآن.
أما المرحلة الثانية فقد انتقل فيها الخوف، لدى أولياء التلاميذ من انتقال العدوى إلى أبنائهم بعد الدخول المدرسي وعودة ارتفاع حالات الإصابة التي تعتبر الأخصائية عودة ارتفاعها إلى تعايش المواطنين مع المرض، رغم إدراكهم لخطورته وإدراكهم للاجراءات الوقائية فقد تخلوا عنها، وتؤكد على أنه لا وجود للسيطرة على الوباء خارج المحيط الأسري، من ارتداء للكمامة والتباعد الاجتماعي وغيرها من الاجرءات الوقائية.
ولدى تشخيص الاخصائية النفسانية للاضطرابات النفسية الناجمة عن الوباء وفرض الحجر الصحي، خلصت إلى وجود علاقة للحالات المشخصة بالوضعية الاقتصادية الصعبة لدى الكثير من الأسر.
وأغلب هذه الحالات كانت لديهم اضطرابات نفسية قبل الوباء بنسب معينة لتتضاعف فيما بعد، بسبب الاكتئاب والقلق والنزاع الأسري، والتوتر النفسي والمراهقة والمخدرات، إضافة إلى ما يعرف باسم الإدمان السلوكي مثل استعمال الهواتف الذكية في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية وغيرها، التي قد يؤدي تطورها إلى تسجيل حالات انتحار.
وتفاديا لتسجيل حالات اضطراب نفسي لدى الفريق الطبي الذي واجه وباء كورونا بالمؤسسة، تم تخصيص برنامج لمرافقتهم نفسيا كونهم كانوا في الخطوط الأولى لمواجهة هذا الوباء، ما سبب لهم الخوف من نقل العدوى إلى أفراد عائلاتهم، وارتفاع نسبة التوتر لديهم وكذا استعمالهم المفرط للمعقمات ووسائل الوقاية، كلها كانت مؤشرات قد تودي إلى اضطرابات نفسية، مما دفع المركز إلى تخصيص ورشات في مجموعات تتكون من 05 أفراد لامتصاص القلق باستعمال تقنيات للتخلص من الأرق المصاحب للفرق الطبية، ليتم تدرييجا التأقلم مع الوضع.
بينما أجرى مركز الصحة النفسية والعقلية التابع للعيادة المتعددة الخدمات « العقيد لطفي 02 « التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية الصديقية، في 15 سبتمبر من سنة 2020 دراسة حول الانتحار تحت إشراف «الدكتور عفان» حيث وقع الاختيار على ولاية وهران كعينة للدراسة، التي سجلت خلال السنة الماضية 300 حالة محاولة انتحار.
وخلصت إلى أن أغلب هذه الحالات، سجلت لدى المراهقين الذين لديهم أفكارا انتحارية لأسباب تتعلق بتحارب عاطفية أو نزاعات داخل محيطهم الأسري، ما يستدعي التكفل النفسي بهم نظرا للمرحلة الحساسة التي يمرون بها.
كما تم اكتشاف وجود حالات اكتئاب لدى المصابات بسرطان الثدي، من خلال الفحص الذي أجرته المختصة، خلا ل الشهر الماضي الذي يعرف بالشهر الوردي.