عبّر نوفل كشود، ممثل المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي، وهشام سعدي، عضو المكتب الولائي لولاية الجزائر لاتحاد الطلبة الجزائريين، عن الواقع الذي يعيشه الطالب الجزائري في مختلف الجامعات التي تستقطب أكثر من مليون و400 ألف طالب، وقدم ممثلا التنظيمين الطلابيين من منبر «ضيف الشعب»، شهادات عن التحول الجامعي.
وفي حديثه عن نظام الـ «ال.ام.دي»، أرجع نوفل كشود إخفاق هذا النظام إلى الانطلاقة السيئة خاصة فيما يخص غياب المرافقة الإعلامية إلى ورغم أن تطبيقه كان منذ عشر سنوات تقريبا إلا أن الطالب لم يسمع عنه إلا في السنوات الأخيرة، وقال أن المقاييس العالمية للشهادة الجامعية مرتبطة بالبحث العلمي وليس بنوع النظام كلاسيكي أو «ال.ام.دي» لتخرج الكفاءات.
فالطالب، اليوم، يدرس برنامج أربع سنوات مضغوطة في ثلاث سنوات من الساعة الثامنة صباحا إلى الخامسة مساءا، ولكن رغم ذلك سيطرت نقائص نظام «ال.ام. دي» على التحصيل المعرفي بسبب نقص المؤطرين فيه، فاليوم الأستاذ الجامعي غير مُكون فيه، وطلبة الماستر موجودون والإمكانيات البيداغوجية متوفرة ولكن المؤطرين لا يتوفرون بالعدد الكافي لتكوين هذا العدد من الماستر.
كما أكد نوفل كشود، أن الكفاءات موجودة ولكنها اليوم لا تظهر فحتى الوسائل التكنولوجية صنعت الفارق بين الأمس واليوم اللوحة الرقمية والفايس بوك والانترنيت أصبحت الوسيلة المفضلة للطلبة من اجل الدراسة، فالبحث اليوم مرتبط بزر واحد فقط، ولعل المكتبات الفارغة خير دليل على ذلك.
لذلك اقترح ممثل المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي أن تكون هناك مرافقة من طرف الحكومة للطالب الجزائري أثناء دراسته داخل الجامعة وبعد تخرجه منها، و»طبعا دون أن ننسى المؤسسات الخاصة والعمومية من اجل دعم المؤسسات المصغرة للطلبة المتخرجين في مختلف التخصصات الجامعية».
وفي ذات السياق، قال هشام سعدي، عضو المكتب الولائي لولاية الجزائر للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، أن غياب دراسة استشرافية مستقبلية لنظام الـ» ال.ام.دي» جعله يخفق في تحقيق النجاحات المرجوة منه، فتطوير التكوين يحتاج إلى تنسيق كامل بين مخلف الجهات، سواء الحكومة أو مختلف المؤسسات ليكونا شريكين حقيقيين للجامعة الجزائرية، والخلل الموجود اليوم تتحمله جميع الأطراف وليست الجامعة فقط.
ووصف هشام سعدي، التأطير بالسياسة الخطيرة، فالجامعات الكبرى المتركزة في المدن الكبرى تعرف وجود كم كبير من الكفاءات مقارنة بالولايات الداخلية، وقال انه لابد من دراسة المتطلبات الاقتصادية للولاية أو المحيط الذي تبنى فيه الجامعة حتى لا يكون هناك تمييع لبعض التخصصات.
لذلك، ولإعطاء الشهادة الجامعية صفة العالمية، لابد من احترام المقاييس التي تجعلها كذلك خاصة البحث العلمي الذي هو مغيب تماما في الجامعة الجزائرية، لذلك نرى أن الجامعي عندما يذهب إلى البلدان الأجنبية يفجر طاقاته العلمية التي تجعله مميزا وسط الأجانب رغم انه كان تقريبا لاشيء في الجزائر، لذلك اعتبر هشام سعدي المعادلة مرتبطة بالإمكانيات العلمية والتكنولوجية التي توفر للطالب الجامعي في الجزائر.