طباعة هذه الصفحة

المجاهدة ليلى الطيب تقدم شهادتها حول إضراب 19 ماي 1956

التحام الشعب الجزائري والنخبة كان بمثابة قنبلة تلقتها فرنس

صونيا طبة

أكدت المجاهدة ليلى خيرة الطيب، على الدور الكبير الذي لعبه الطلبة منذ اندلاع الثورة التحريرية. وترجم هذا النضال العظيم، عندما قرر الطلبة الجزائريون الدخول في إضراب عام في 19 ماي 1956، مضيفة أن الصدمة كانت قوية على فرنسا التي لم تكن تتصور أن يلتحم الشعب الجزائري والنخبة مع جبهة التحرير الوطني.
وخلال ندوة نشطتها، أمس، المجاهدة ليلى الطيب، بمنتدى الأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة، «علي تونسي»، المرأة التي التحقت بصفوف الثورة في 1957 إلى غاية الاستقلال بعد أن غادرت مقاعد الدراسة تلبية للنداء الوطني، قدمت شهادتها المثيرة عن أحداث 19 ماي 1956 أين التحق الطلبة بجبهة التحرير الوطني وقرروا الدخول في إضراب عام بعد الموافقة بالإجماع وهم متيقنون أنهم ذاهبون للاستشهاد في سبيل الوطن.
وذكرت المجاهدة ليلى الطيب ونائب رئيس مجلس الأمة، أن سر الدخول في إضراب بقي مكتوما إلى غاية 19 ماي، حيث تم تحرير البيان الختامي الذي يعلن عن الإضراب، الذي كان صداه مدويا على المستوى الدولي، وكان بالنسبة لفرنسا بمثابة قنبلة ضربت الاستعمار الغاشم في الصميم، مشيرة إلى أن فرنسا استهانت بقوة جيش التحرير الوطني بل وكانت تعتقد أنه يفتقد للإمكانات اللازمة التي تمكنه من التغلب على الجنود الفرنسيين من خلال العمليات العسكرية التي يقوم بها.
وأضافت، أن الطلبة عند دخولهم في إضراب، كانت لديهم ثلاثة اتجاهات، فهناك من التحق بجبهة التحرير الوطني، وآخرون كونوا الدبلوماسية الجزائرية، بينهم «محمد يزيد وبن يحي وبولحروف» الذين شاركوا في مختلف الندوات العالمية من أجل إسماع صوتهم والمطالبة بحق تقرير المصير الذي كانت تخشاه الوفود الفرنسية عندما تجد الوفد الجزائري حاضرا في المحافل الدولية، لأن مطالبه كانت شرعية لا يمكن لأحد إنكارها.
ولم تمر المجاهدة مرور الكرام على مساهمة المرأة الجزائرية في إنجاح الثورة التحريرية، مؤكدة أنها قدمت تضحيات جسام وساندت الرجل في كل الأحداث والمواقف، حتى أنها قامت بحمل الأسلحة والأدوية لتمريرها إلى الجنود، وهو ما أثار استغراب الفرنسيين الذين لم يستوعبوا، على حد قولها، فكرة أن تقوم النساء الأميات بالمشاركة في الثورة إلى جانب الرجال من أجل الحصول على الاستقلال.
وبمناسبة إحياء الذكرى 58 ليوم الطالب المصادف لـ19 ماي من كل سنة، كرم مدير المدرسة العليا للشرطة، حاج سعيد أرزقي، المجاهدة ليلى خيرة الطيب، مؤكدا أن ما قدمته في الندوة شهادة حيّة لجيل الاستقلال يجب أن تبقى في ذاكرة الشباب الجزائريين.