العودة للحجر الجزئي ومحاصرة البؤر الجديدة احتمال وارد
أرجع الدكتور في علم المناعة طه خالدي، أمس، الانتشار المتسارع والمفاجئ لفيروس كورونا إلى التغير السريع في طفرته الجينية، والى التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل أثار الجدل حول نجاعة المخطط الوبائي الذي يفرض العودة للحجر الجزئي ومحاصرة البؤر الجديدة في حال ارتفاع منحنى الإصابات.
دق الدكتور طه خالدي، أمس، في اتصال بـ «الشعب»، ناقوس الخطر بعد ارتفاع عدد الإصابات بشكل أثار حالة استنفار قصوى وسط الطاقم الطبي، مرجعا الأسباب إلى طفرته الجينية المتغيرة وعدم التزام المواطنين بالبروتوكول الصحي والتباعد الجسدي، مشيرا أن تغير تركيبته الجينية صاحبتها أعراض جديدة كالإسهال، الأمراض الهضمية، حكة جلدية، احمرار العينين تظهر على شكل حساسية، تعب كبير إلى جانب القصور الكلوي.
وأكد الدكتور، أن الوضعية الوبائية مقلقة، خاصة بالمستشفيات بسبب الإقبال الكبير للمواطنين المشكوك في إصابتهم بـ»كوفيد»، ما يستدعي اليقظة واحترام إجراءات الوقاية والامتثال لقواعد الحجر الصحي لمواجهة التسارع المتزايد لتفشي الوباء، إلى جانب إجراءات أخرى قد تلجأ إليها اللجنة العلمية لمتابعة الوباء في حال عدم استقرار الوضعية الصحية.
وأوضح المتحدث، أن موجة الإصابات الجديدة مرتبطة بطفرة فيروس كورونا، غير أنها لا تستدعي الهلع، فالطفرات يمكن أن تجعل منه مجرد زكام موسمي ضعيف ليس أكثر، ولا يعني ذلك التهاون في التدابير الصحية لمنع انتشاره، خاصة في هذه الفترة المعروفة بانتشار الأنفلونزا الموسمية التي تعد عاملا أساسيا في رفع مناعة الجسم، بالنظر إلى التطور الجيني الحاصل سنويا في الأنفلونزا الموسمية.
وبخصوص التغير الجيني للفيروس، أكد أن التغير المتسارع له مؤشران، إما أن يصبح فيروسا موسميا ويزول باللقاح أو يصبح ضعيفا وليست له خطورة على الأشخاص، هذا ما يعرفه كوفيد-19في الفترة الحالية، أي انه كل ما يقوم بطفرات سريعة يذهب بسرعة، موضحا في ذات السياق أن هذه التحولات عادية، لأن التغير الجيني للفيروسات يتحول مع الزمن وتنشأ أنواع أخرى يمكن أن تؤدي إلى تغير خاصيات الفيروس، ليصبح ضعيفا أو أكثر شراسة.
وهذه الأصناف - يقول طه خالدي- تحدث موجات عدوى مختلفة، ما يبرر حصول العدوى لدى أشخاص مختلفين وبشكل متباين وبأعراض مختلفة ومتغيرة كالتي تشهدها البؤر الجديدة وتسجلها بعض المستشفيات في الأعراض الجديدة التي تظهر على المصابين .
ودعا الدكتور جميع المواطنين في هذه الفترة، التي تعرف تزايدا في عدد الإصابات، للالتزام الصارم بالتدابير الوقائية واحترام التباعد الجسدي لمنع انتشار الوباء بين الأشخاص، خاصة في الأماكن العمومية التي تعرف إقبالا كبيرا.