المايسترو ميساك باغبودريان: الموسيقى السيمفونية لم تنل الاهتمام في الدول العربية
تحيي الأوركسترا السيمفونية الوطنية حفلين ساهرين بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، والمسرح الجهوي لسيدي بلعباس بقيادة المايسترو السوري «ميساك باغبودريان»، ومشاركة كل من العازفين «فرانتشيسكا رومانا دي نيكولا» من إيطاليا، والجزائري جمال غازي.
يكون جمهور المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، سهرة الغد، بدءاً من الساعة 19:30 مساء، على موعد مع الموسيقى العالمية الخالدة والتي تحييها الأوركسترا الوطنية الجزائرية بقيادة كبار العازفين، لتحط رحالها بعد غد الخميس بسيدي بلعباس لإحياء حفل ثانٍ بالمسرح الجهوي للمدينة.
وأكد مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية، السيد عبد القادر بوعزارة، في حديث لـ»الشعب»، أن الجزائر العاصمة وسيدي بلعباس ستعيشان حفلين مميّزين بقيادة المايسترو السوري المتألق «ميساك باغبودريان»، مشيرا إلى أنها ستكون سهرة خاصة لإحياء روائع الموسيقار العالمي موزار، حيث يُفتتح الحفل بعزف مقطوعة «زواج فيغارو» إلى جانب السيمفونية الشهيرة رقم 40. وقال بوعزارة، إنهم سيعملون، كما جرت العادة، على تقديم مقطوعة من التراث الجزائري من تأليف وتلحين الموسيقار الشاب سيد أحمد بلي، بعنوان «رقصة لعلاوي».
وأكد بوعزارة على العلاقات القوية التي تربطهم بسوريا، لاسيما في المجالين الثقافي والفني، مشيرا إلى أنها شاركت عدة مرات ضمن الأوركسترا السيمفونية الوطنية. كما حل المايسترو «ميساك باغبودريان» ضيفا على مختلف طبعات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، وشارك في قيادة الأوركسترا الوطنية في عدة مناسبات، بينها «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية»، وحفلات في مختلف الولايات.
وقال بوعزارة أيضا، إن الأوركسترا الوطنية تكتسي قيمة فنية هامة في دول العالم، حيث تعتبر واحدة من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الجزائر المستقلة. وتعاونت الأوركسترا مع قادة من الطراز العالمي ـ يضيف المتحدث ـ والتي قدمت حفلات عالية المستوى، ومكنت من احتكاك موسيقيين عالميين مع بعضهم البعض، قائلا: «الموسيقى هي لغة البشرية، من خلالها تستطيع كل الأجناس أن تتبادل المشاعر والعواطف».
وأكد بوعزارة، أن قيادة الأوركسترا الوطنية من قبل شخصيات موسيقية أجنبية من دول عربية وأروبية، هدفها البحث عن أشياء جديدة، وتبادل فنون العزف، فضلا عن دمج موسيقانا الجزائرية في هذا المزيج المتنوع، وتبادل الخبرات بين الموسيقيين.
من جهة أخرى، قال المايسترو «ميساك باغبودريان» في تصريح لـ»الشعب»، إن تعاونه مع الأوركسترا الوطنية الجزائرية، بدأ عام 2009، من خلال المهرجان الدولي الأول للموسيقى السيمفونية، حيث تم ترسيخ هذا التعاون مع مختلف الموسيقيين، مشيرا إلى أن الأوركسترا الوطنية الجزائرية كانت ستحيي حفلا مماثلا في سوريا في 2011، والذي تم تأجيله بسبب الأحداث التي يشهدها وطنه، لكننا ـ يضيف ـ سنواصل تجسيد هذا التبادل والمحافظة عليه، من خلال مشاركتنا في حفلات بهذا الوطن الشقيق، مؤكدا على أن العلاقات الجزائرية - السورية تعود إلى سنوات خلت، من زمن الأمير عبد القادر حين كان متواجدا بسوريا، والذي يقول عنه «قدم الكثير لبلدنا الحبيب».
وأشار إلى أن هذا التعاون يجب أن يتواصل، حيث أن السيمفونية في الدول العربية لم تأخذ حقها من الاهتمام، وبالتالي «نحن بحاجة لمساعدة بعضنا ومواجهة مختلف التيارات التي بإمكانها إعاقة جهودنا لتقديم موسيقى جادة، أكاديمية وعالمية».
وأشار المتحدث، أن هذه الحفلات التي يعملون على تنظيمها هي مناسبة إنسانية، اجتماعية وثقافية، كما أنها مناسبة للالتقاء بين الموسيقيين أو مع الجمهور للتعريف بموسيقانا عبر العالم.