أجمع المشاركون في فعاليات الصالون الوطني الثاني للّباس و العرس التقليديين بالقليعة المنعقد احتفاءا بشهر التراث على أهمية العودة إلى التقاليد الشعبية من حيث تنظيم الأعراس و تجهيز العروس و العريس لاسيما و أنّ الأمر يرتبط ارتباطا وثيقا بالمتعة و الفرجة و التكاليف المنخفضة إلى حدودها الدنيا.
قال مدير الثقافة لولاية تيبازة «جيلالي زبدة» بأنّ التراث اللامادي الجزائري ثريّ بالتقاليد الشعبية التي بدأ المجتمع يفتقدها عقب سواد ثقافة قاعات الحفلات و أجهزة الديسك جوكي في مختلف ربوع الوطن و جاءت فعاليات الصالون الوطني للّباس و العرس التقليديين متزامنة مع احتفالية شهر التراث للتذكير بهذا الزخم الكبير من التراث اللامادي الذي بناه الأجداد عبر حقب من الزمن و الذي يقتضي الحفاظ عليه و التشبث به قدر المستطاع باعتباره وجها من أوجه الشخصية الوطنية الجزائرية ، و قد عمد المنظمون إلى انتقاء ممثلين عن مختلف الأقطاب الثقافية للوطن للإشارة إلى أبعاد عدة تجمع ما بين الأصالة و التنوع و العلاقة الوطيدة بالدين و الوطن ، أما مدير دار الثقافة لمدينة القليعة التي استضافت التظاهرة «بن عميروش بوجمعة» فقد أشار بدوره إلى وجود عدة عوامل تستدعي ضرورة الرجوع إلى تقاليد الأجداد فيما يتعلق باللباس و تنظيم الأعراس يأتي في مقدمتها الإقبال المكثف للجمهور الذي ظلّت قاعة العروض تغصّ به أمسية كلّ يوم من حياة التظاهرة إضافة إلى تعلّق المشاركين أنفسهم بذات التقاليد بما يمكن الجهات المنظمة من الاقتصاد في العديد من التكاليف.
و كانت الأمسية الختامية للتظاهرة قد شهدت عرض مظاهر الأعراس التقليدية بكل من منطقة القبائل الكبرى ممثلة في منطقة بني دوالة و كذا منطقة قسنطينة بالشرق الجزائري و استمتع الجمهور العريض بلقطات و مشاهد نادرة تجلب الأنظار و تطرب الأسماع و تغوص بلا استئذان في عمق التقاليد الشعبية التي تترجم موروثا تراثيا متميّزا يستوجب الأمر الحفاظ عليه و إدراجه ضمن حزمة التقاليد التي تميّز المجتمع الجزائري عن غيره من المجتمعات المغاربية ، كما لفت انتباه الجمهور معرض اللباس التقليدي المنظم على هامش التظاهرة و الذي جمع ما بين جهاز العروس و العريس و ألبسة المدعوين للأعراس بمختلف جهات الوطن إضافة الى أطباق الكسكسي التقليدية التي تم تنظيمها للتعريف بالمأكولات الشعبية الأكثر انتشارا بمعية أطباق أخرى من الحلويات.