الفريق الوطني للجمباز الفني إناث في سباق مع الزمن من أجل التدارك بعد التوقف الطويل عن التدريبات بسبب الجائحة الصحية بهدف ضمان أفضل استعداد للبطولة الأفريقية بجنوب أفريقيا شهر ماي القادم، عمل مكثف، جدية كبيرة وإرادة عالية لدى الفتيات بقاعة بيروت بالعاصمة منذ شهر أوت الماضي، هذا ما وقفت عنده جريدة «الشعب» خلال تغطية جزء من التدريبات.
تجري التحضيرات في ظروف ممتازة بمعدل حصتين في اليوم بمجموع 5 ساعات ثلاث في الصباح واثنين في المساء بعدما تم توفير كل المعطيات اللازمة لتسهيل مهمة المدرب الوطني وشبلاته الأربعة من طرف بلدية الجزائر الوسطى التي وضعت قاعة «بيروت» تحت تصرفهم منذ إعطاء الضوء الأخضر للعودة للعمل شهر أوت الماضي، والتي تحتوي على كل الأجهزة والعتاد اللازم للعمل، إضافة إلى تخصيص مكان للمبيت لأن التربص مغلق بالنظر للظروف الصحية التي نمر بها بسبب إنتشار فيروس كوفيد 19 الخطير لحماية الرياضيات، وفي نفس الوقت لكي يتمكن من التركيز على التدريبات وتفادي الاحتكاك مع المحيط الخارجي، إضافة للتوفيق بين ممارسة الرياضة والتحضير للامتحانات بما أن الأسماء المعنية جامعيات.
كما تسهر الاتحادية برئاسة سفيان الزاهي على كل التفاصيل المتعلقة بالتحضيرات من خلال المرافقة اليومية للفريق الوطني بهدف تقديم الدعمين المادي والمعنوي لضمان أفضل جاهزية لقادم المواعيد التي تتقدمها البطولة الأفريقية بجنوب أفريقيا شهر ماي القادم لأنها محطة مؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو 2021، حيث وقفنا خلال الجولة التي قمنا بها في كل أرجاء القاعة «بيروت» على الظروف الملائمة، والتي تتماشى مع شروط البروتوكول الصحي من خلال التعقيم اليومي للمكان والأجهزة، المكان المخصص النوم، الحمام، قاعة لتقوية العضلات وأخرى للتدريبات، إرتداء الكمامات، القيام بالفحص الطبي «البي سي آر» في كل مرة تُغادر الفتيات مكان المُعسكر.
هذه الإجراءات الوقائية والصرامة المفروضة من طرف الإتحادية والطاقم الفني بمساعدة مسيري بلدية الجزائرية جعلت الرياضيات يركّزون على العمل فقط، ما جعلهن يتداركن الأمور بنسبة كبيرة خاصة من الناحية البدني والتحول للمرحلة الثانية من العمل المتعلقة بالجانب الفني لاسترجاع المستوى الحقيقي في أقرب وقت، لأنهم على دراية بالوضع الحالي وما ترتب عنه من مخلفات في كل العالم وليس الجزائر فقط، ما قلّل من نسبة الضغط خاصة بعد تأجيل الموعد القاري إلى غاية شهر ماي 2021، ما سيسمح لهن بالتدارك من خلال المثابرة وتطبيق كل التعليمات التي يمليها عليهن المدرب سعد الدين، خاصة أن القاعة ستتدعم بعتاد جديد في الأيام القليلة القادمة بميزانية تقدر بـ 3 ملايير سنتيم، ما سيرفع من وتيرة التدريبات وفقا لما هو معمول به في الدول المتقدمة بما أن العناصر الوطنية لم تتمكن من التنقل إلى الخارج للتدرب مثلما كان عليه الحال في السابق بسبب غلق المجال الجوي وأمور مرتبطة بتطورات الوضعية الوبائية.
زاهي: وضعنا كل الإمكانيات تحت تصرف الرياضيين
أكد رئيس الاتحادية في تصريح خاص به جريدة «الشعب»، أنهم وضعوا كل الإمكانيات التي تتوفر عليها الاتحادية تحت تصرف الفرق الوطنية من أجل تدارك التأخر في قوله: «التحضيرات التي يقوم بها الفرق الوطنية تجري في أحسن الظروف لأنّنا وضعنا كل الإمكانيات التي تتوفر عليها الاتحادية تحت تصرف الرياضيين الطواقم الفنية من أجل العمل، وتدارك الأمور في أقرب وقت ممكن بعد التوقف الطويل جراء الجائحة، بهدف تحقيق نتائج إيجابية في قادم المواعيد التي تنتظرنا في مقدمتها البطولة الأفريقية شهر ماي القادم بجنوب أفريقيا لأنها محطة مؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو 2021، ونحن نملك حظوظا كبيرة للتواجد ضمن هذا الموعد الكبير بالنظر للنتائج التي يحققها الرياضيون في الفترة الأخيرة على الصعيد القاري، للإشارة فإن قاعة باب الزوار هي الأخرى ستتدعم بعتاد جديد».
شيماء تمامي: هدفي التأهل لأولمبياد طوكيو 2021
من جهتها نائبة بطلة أفريقيا في الجمباز الفني، شيماء تمامي، ثمّنت في تصريح خاص لجريدة «الشعب» الظروف التي يجري فيها العمل الخاص بالمواعيد القادمة في قولها: «التحضيرات تجري في ظروف جيدة منذ عودتنا إلى التحضيرات، حيث ركزنا في البداية على الجانب البدني بداية من شهر جويلية وبعدما فُتحت القاعة أمامنا ضاعفنا التدريبات، وحاليا شرعنا في الجانب الفني حتى نكون جاهزين للبطولة الأفريقية التي ستكون بجنوب أفريقيا، وهدفي من المشاركة في هذا الموعد هو تحقيق اللقب بعدما كنت نائبة بطل أفريقيا في الطبعة الماضية لكي أتمكن من التأهل للألعاب الأولمبية التي تبقى أمل وحلم كل رياضي في مشواره، خاصة أن الاتحادية والمدربين يرافقوننا في كل الأوقات منذ بداية الجائحة حتى اليوم، ما جعلنا نثق في قدراتنا أكثر بالرغم من الفترة الصعبة التي عشناها لأننا كنا في تحضيرات مكثفة للبطولة الأفريقية بجنوب أفريقيا، وبعدها توقفنا بعد إنتشار فيروس كورونا الخطير».
واصلت نجمة الفريق الوطني للجمباز الفني قائلة في ذات السياق: «كنا نتدرب بشكل فردي في البيت خلال فترة الحجر بمتابعة المدرب عن طريق تقنية الفيديو، لكن بعدما طالت الفترة اوقفنا عن العمل الجماعي وتراجعنا قليلا من ناحية التدريبات لأننا لم نكن نعرف متى ستزول الوضعيةو وبقي المستقبل معلقا بالجانب الصحي ما انعكس على معنوياتنا، لكن بعدما تلقينا إشارة العودة للتدريبات تغيرت الأمور ونحن الآن في سباق مع الزمن لكي نحقق الأفضل في المستقبل حتى نشرف الجزائر ونكسب ورقة التواجد في طوكيو بحول الله».