أجمع المتدخلون في الملتقى الوطني الثاني لأعلام الجزائر، على أن الحفاظ على تماسك الأمة والوطن، يستوجب تضافر جهود الجميع على اختلاف مشاربهم المذهبية وانتماءاتهم العقادية، داعين في هذا الشأن للاقتداء بالسلف الصالح من مشايخ وعلماء الدين، على غرار الشيخ محمد بن عبد القادر شارف “سرخسي” الجزائر، والشيخ الناصر بن محمد مرموري “ابن عطا الله الجزائري”.
وفي هذا الإطار، قال بومدين بوزيد، مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية، وممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أمس، على هامش أشغال الملتقى الوطني الثاني لأعلام الجزائر، أن الملتقى يهدف إلى إرساء قيم الثقافة الإسلامية وحماية الشباب من التطرف والنزاع المذهبي.
وأضاف، لقد “تعودنا في دار الإمام، تنظيم ملتقيات حول شخصيات علمية واخترنا لهذا الملتقى شخصيتين قامتا بدور كبير في التدريس والتعلم والدفاع عن الوطن”، مشيرا إلى أن اختيار هذين العالمين الجليلين، لم يكن اعتباطيا، كونهما يمثلان مشربين أساسيين: الإباضي والمالكي، وعلى الرغم من اختلافهما المذهبي، إلا أنهما كانا يؤكدان دائما على الجوهر الحقيقي، هو الانتماء للثقافة الإسلامية وللدين الإسلامي والوطن.
وانطلاقا من هذين الفكرين، قال مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، سنصنع وعياً لدى الشباب الجزائري، بأن الاختلاف المذهبي والطائفي، لم يكن ولن يكون أبداً في الجزائر، وأن الجزائريين تعايشوا في كنف الوحدة الفكرية والثقافية والعقائدية والمذهبية، في إشارة منه إلى سكان ولاية غرداية.
وبخصوص أحداث غرداية، أوضح بوزيد، أن ما يحدث في غرداية لا علاقة له بالاختلاف العقائدي بين المذهب الإباضي والمالكي، مؤكدا أن أحداث غرداية، كانت نتيجة أوضاع اجتماعية واقتصادية لا غير، وأن الجزائر لم يسبق لها وأن دخلت في صراعات مذهبية وطائفية من قبل. “أحداث غرداية لم تكن يوما عقائدية ولا خلافا بين المذهبين، إلا في بعض الأمور الفقهية التي تعايش بها المذهبان لقرون من الزمن”، متهما أطرافا خفيّة بزرع البلبلة والصيد في المياه العكرة واستغلال بعض المسائل التاريخية والمذهبية، وكذا بعض الخصوصيات لأغراض سياسية، أو برمجة دولية تدخل في إطار تقسيم المشرق العربي لا غير.
وفي الأخير، أشاد بوزيد بالدور الإيجابي الذي تلعبه المنابر الدينية، كالمساجد وحلقات العلم في خلق الوعي الديني والعقائدي لدى الشباب، قائلا: “حلقات العلماء، هي حلقات للعلم والمعرفة وحلقات تدعو إلى الوحدة الثقافية والدفاع عن الوطن ونبذ الصراع والعنف.